من يحمي الصغيرات من مشارط الختان؟

انتقلت ظاهرة ختان البنات إلى بريطانيا؛ بسبب الهجرة واللجوء خلال العقود الأخيرة، حيث تتعرض الآف الفتيات البريطانيات القادمات من دول إفريقية، خاصة الصومال، إلى عمليات ختان سرية، برغم الحظر القانوني الصارم الذي يؤدي بمرتكبي هذه الممارسة إلى السجن، لمدة قد تصل إلى أربعة عشر عاماً.


حالة الاستنفار


أظهرت السجلات، في مركز معلومات الرعاية الاجتماعية والصحية، أن هنالك نحو 5702 حالة جديدة من ختان البنات، قد سجلت في سنة واحدة، وهي الحالات التي أبلغ عنها الأطباء والممرضون، الذين أصبح لزاماً عليهم توثيق حالات الختان التي يتعرفون عليها أثناء الفحص السريري للمريضات، وقد ظهر أن ثماني عشرة فتاة من هؤلاء، قد تعرضن لهذه الممارسة في إنكلترا، دون أن تتمكن السلطات من إدانة أي شخص، فيما أجريت عمليات الختان للفتيات الأخريات خارج البلاد، وأن نحو 65 ألف فتاة، ممن تقل أعمارهن عن الثالثة عشرة، معرضات للختان مستقبلاً، وهذا ما دفع السلطات إلى منع كثير من العوائل من السفر.


البنات لا يشهدن ضد آبائهن


تؤكد الناشطة الصومالية (هيبو)، التي تدير حملة ضد الختان، أنه من الصعب جداً مقاضاة المسؤول عن هذه العمليات؛ لأن البنات المختونات يرفضن الوقوف أمام القاضي والإدلاء بشهادات ضد ذويهن، أو الكثيرات قد رافقن أولياء الأمور إلى بلدانهم الأصلية، حتى يتمكن الأهل من ختانهن خلال العطلة المدرسية الصيفية، وهي الفرصة المثالية للتعافي من العملية قبل العودة إلى المدرسة هناك، خاصة أن ختان الإناث يعد ممارسة قانونية في الكثير من الدول الإفريقية.


بنات صوماليات ينتزعن من عوائلهن


وصف الإعلام البريطاني الختان بالوباء المتفشي الذي يهدد البنات الإفريقيات، اللائي ولدن في بريطانيا، فيما اشتكى بريطانيون من أصل صومالي من التمييز الذي يمارس ضدهم؛ بسبب مخاوف تتعلق بثقافتهم، وأن ثمة آباء يتعرضون للاحتجاز والتعسف. وفي حديث لمحطة BBC، أكد أحد الآباء ضرورة التحقق وإجراء التحريات اللازمة قبل أن يأخذوا البنات من عوائلهن، وقد أيدت الناشطة الصومالية (زينب نور) هذا الكلام، وأكدت أن أفراداً صوماليين يتعرضون لمضايقات كبيرة؛ بسبب العرق والثقافة، وأنها قد شهدت أكثر من عشر حالات انتُزعت فيها الفتيات من عوائلهن، وأودعن بدور الرعاية؛ خوفاً من تعرضهن لعملية الختان المستقبلي.


ليس بهذه الطريقة!

من جانبها، أشارت الباحثة (سافرون كارلسن)، من جامعة University of Bristol، إلى أن الأدلة والحقائق تؤكد أن المشكلة أقل بكثير من الضخامة التي يصورها البعض، وأن الجميع يريد أن يرى نهاية لظاهرة ختان الإناث، ولكن ليس بالطريقة المتبعة حالياً، والتي تجرم وتدين عائلات بريئة.


بالأرقام


• 10.000 فتاة تحت سن الخامسة عشرة، ممن هاجرن إلى إنجلترا وويلز، قد خضعن لعملية الختان.
• 98 % من النساء في الصومال يخضعن لعملية الختان، حسب تقدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).




المقالات ذات صله