هل الدموع مفيدة أم لا للعين

تسأل إحدى الفتيات هل الدموع مفيدة للعين عند البكاء أو الفرح؟

يجيب الدكتور إيهاب سعد أستاذ طب وجراحة العيون مدير مستشفى دنيا العيون قائلا: يغطى سطح العين الخارجى والقرنية طبقة من الدموع تضفى على العين نضارة وحيوية وتتكون الدموع من جهتين أساسيتين أولا غدد دمعية منتشرة على سطح العين وهى مسئولة عن تكوين طبقة الدموع الأساسية المغطية لسطح العين خلال الـ 24 ساعة وهى الطبقة المسئولة عن توصيل الأكسجين للقرنية والحفاظ على سطح القرنية بشكل أملس ومنتظم للسماح بدخول الضوء بدون انكسار لتتكون صورة واضحة على الشبكية، كما تسمح هذه الطبقة بحركة العين بسهولة ويسر كونها طبقة مرطبة تقلل من احتكاك العين مع الجفون.

ثانيا الغدة الدمعية وهى موجودة فى الجانب العلوى الخارجى لعظام الحجاج وهى مسئولة عن الدموع الانفعالية، حيث تفرز كمية كبيرة من الدموع فى الحالات العاطفية أو عند دخول جسم غريب فى سطح العين لتساعد على غسيل سطح العين والتخلص من الشوائب والأتربة المعلقة.

وتتكون الدموع الأساسية من ثلاث طبقات أولاها طبقة مخاطية ملتصقة بسطح العين مسئولة عن إبقاء الطبقة الثانية وهى الطبقة المائية فى وضع مستقيم ضد الجاذبية الأرضية يليها الطبقة الثالثة وهى طبقة دهنية على سطح الطبقة المائية لتمنع تبخر الدموع وتسمح ببقائها أطول فترة ممكنة على سطح العين ويساهم حركة الجفن العلوى عن إغلاق وفتح العين فى توزيع الدموع بالتساوى وانتظام حتى تؤدى الدموع وظيفتها ويساعد ذلك على الرؤية بوضوح ويشبه ذلك مساحة السيارة عند هطول المطر حيث توزع المطر على سطح السيارة للتمكن من الرؤية.

ومع حركة الجفون تصرف الدموع عن طريق أنابيب رقيقة موجودة بالجفن العلوى والسفلى بزاوية العين الداخلية إلى الكيس الدمعى، ثم إلى الأنف ومن ثم نشعر فى بعض الأحيان بطعم القطرات فى الحلق وكذلك مضاعفات بعض القطرات على الصحة العامة نتيجة امتصاصها من خلال الأنف إلى الدورة الدموية.
وقد يشتكى بعض المرضى من زيادة إفراز الدموع وقد يصاحب ذلك احمرار بالعين وتفرز الدموع بصورة زائدة فى حالة اختلال التوازن بين إفرازها وتوزيعها على سطح العين وصرفها عن طريق الكيس الدمعى إلى الأنف مثل حالات التهابات سطح العين والتى يصاحبها عادة احمرار وإفرازات مخاطية مع ازدياد فى إفرازات الغدد الدمعية على سطح العين وقد يؤدى الخلل فى تكوين حافة الجفن العلوى أو السفلى إلى عدم انتظام الدموع على سطح العين وسقوطها على الخد ويحدث ذلك فى حالات ارتخاء الجفن السفلى أو إصابات حافة الجفن أما السبب الثالث للتدميع فيكون ناتجا عن انسداد مجرى الدموع نتيجة وجود التهابات مزمنة أو وجود غشاء رقيق يمنع صرف الدموع فى الأنف خاصة عند الولادة ويحدث ذلك فى حوالى 10 % من الأطفال الطبيعيين بعد الولادة. وعلى عكس ما هو مفهوم فإن بعض حالات جفاف العين ونقص الدموع قد يصاحبه زيادة إفراز الدموع وذلك لزيادة نشاط الغدة الدمعية لتعوض نقص إفرازات الغدد الدمعية المنتشرة على سطح العين ويعالج ذلك بإعطاء قطرات مرطبة للمريض للحفاظ على توازن إفراز الدموع بصفة منتظمة.

ويتمثل العلاج فى التعرف وتشخيص سبب زيادة إفراز الدموع لتوجيه العلاج للسبب فيستوجب علاج التهابات الملتحمة عن طريق المضادات والمضادات الحيوية ومضادات الالتهاب ويجب إصلاح الجفن ليأخذ وضعة الطبيعى ملاصقا للعين أما فى حالات انسداد القنوات الدمعية فى الأطفال فيتم العلاج بالقطرات فى الستة أشهر الأولى من حياة الطفل مع تدليك الكيس الدمعى فى زاوية العين الداخلية بواسطة الأم، وتسليك القنوات الدمعية أو وضع أنابيب بمجرى الدموع فى الحالات غير المستجيبة للعلاج خلال الـ6 أشهر من الولادة.


بحث مفصل



المقالات ذات صله