الكاتب الصحفي الراحل محمود السعدني

السعدني.. 10 سنوات على وفاة "الولد الشقي" أحد رواد الصحافة الساخرة

يعد الكاتب الصحفي الراحل محمود السعدني، واحدا من رواد الكتابة الساخرة في مصر والعالم العربي، لا سيما مذكرات "الولد الشقي" كما شارك في تحرير وتأسيس عدد كبير من الصحف والمجلات العربية في مصر وخارجها، وترأس تحرير مجلة صباح الخير المصرية في الستينيات، ونسب إليه دورا سياسيا قد لا يقل عن دوره المهني لا سيما في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسجن في عهد أنور السادات بعد إدانته بتهمة الاشتراك في محاولة انقلابية.
ولد السعدني في 20 نوفمبر 1928 بالجيزة، وتوفي في مثل هذا اليوم 4 مايو 2010 أي قبل 10 سنوات عن عمر ناهز 82 عاما بعد إصابته بأزمة قلبية حادة، وعمل السعدني في بدايات حياته الصحفيه في عدد من الجرائد والمجلات الصغيرة التي كانت تصدر في شارع محمد علي بالقاهرة عمل بعدها في مجلة "الكشكول" التي كان يصدرها مأمون الشناوي حتى إغلاقها، ثم عمل بالقطعة ببعض الجرائد مثل جريدة "المصري" لسان حال حزب الوفد وعمل أيضاً في دار الهلال كما أصدر مع رسام الكاريكاتير طوغان مجلة هزلية أغلقت بعد أعداد قليلة.


أصدر السعدني وترأس تحرير مجلة 23 يوليو في منفاه في لندن، عاد إلى مصر من منفاه الاختياري سنة 1982 بعد اغتيال السادات وأستقبله الرئيس مبارك، كانت له علاقات بعدد من الحكام العرب مثل معمر القذافي وصدام حسين، اعتزل العمل الصحفي والحياة العامة سنة 2006 بسبب المرض.
أيد السعدني ثورة 1952 وعمل بعد الثورة في جريدة الجمهورية التي أصدرها مجلس قيادة الثورة وكان رئيس مجلس إدارتها أنور السادات ورئيس تحريرها كامل الشناوي. بعد تولي السادات منصب رئاسة البرلمان المصري، تم الاستغناء عن خدمات محمود السعدني من جريدة الثورة أسوة بالعديد من زملائه منهم بيرم التونسي وعبد الرحمن الخميسي.
عمل بعد ذلك في مجلة روز اليوسف الأسبوعيه مديرًا للتحرير عندما كان إحسان عبد القدوس رئيس التحرير وكانت روز اليوسف حينها مجلة خاصة تملكها فاطمة اليوسف والدة إحسان.زمن عبد الناصر
أثناء زيارة صحفية إلى سوريا قبيل الوحدة بين البلدين، طلب أعضاء الحزب الشيوعي السوري من السعدني توصيل رسالة مغلقة للرئيس جمال عبد الناصر فقام بتسليمها لأنور السادات دون أن يعلم محتواها، وكان في الرسالة تهديدا لعبد الناصر، لذا تم إلقاء القبض عليه وسجن ما يقارب العامين أفرج عنه بعدها فعاد ليعمل في روز اليوسف بعد أن أممت ثم تولي رئاسة تحرير مجلة صباح الخير، وانضم إلى التنظيم الطليعي وكان له في تلك الفترة نفوذ كبير.

عقب وفاة عبد الناصر حدث صراع على السلطة بين الرئيس أنور السادات وعدد من المسؤلين المحسوبين على التيار الناصري مثل شعراوي جمعة وسامي شرف ومحمود فوزي وغيرهم. انتهى الصراع باستقالة هؤلاء المسؤلين واعتقال السادات لهم وتقديمهم للمحاكمة بتهمة محاولة الانقلاب وكان اسم محمود السعدني من ضمن أسماء المشاركين في هذا الانقلاب وتمت محاكمته أما "محكمة الثورة" وأدين وسجن.
كما نسب للسعدني قوله فإن القذافي حاول التوسط له عند السادات إلا أن السادات رفض وساطته وقال "أن السعدني قد أطلق النكات علىّ وعلى أهل بيتي (زوجته جيهان السادات) ويجب أن يتم تأديبه ولكني لن أفرط في عقابه".
بعد قرابة العامين في السجن أفرج عن السعدني ولكن صدر قرار جمهوري بفصلة من صباح الخير ومنعه من الكتابة بل ومنع ظهور اسمه في أي جريدة مصرية حتى في صفحة الوفيات. بعد فترة قصير من المعاناة قرر السعدني مغادرة مصر والعمل في الخارج، فغادر إلى بيروت وعمل بجريدة السفير وبأجر يقل عن راتب صحفي مبتدئ، بسبب خوف أصحاب الدور الصحفية البيروتية من غضب السادات.
وبعد العديد من الأحداث التي عاصرها في عدة بلدان متنقلا بينها، عاد السعدني إلى مصر بعد اغتيال السادات بفترة وأستقبله الرئيس الراحل حسني مبارك في القصر الجمهوري بمصر الجديدة ليطوي بذلك صفحة طويلة من الصراع مع النظام في مصر.
ويرى البعض أن مذكرات السعدني "الولد الشقي" تعتبر من أروع ما كتب في أدب السيرة الذاتية في الأدب العربي، وقد كتبها في سلسلة من الكتب (من نهاية الستينات وحتى منتصف التسعينات).




المقالات ذات صله