ماكياجك بالألوان المحايدة.. لكي تبدين أجمل

تصرف المرأة اليوم أموالاً طائلة على ماكياجها أكثر من أى وقت مضى، فكيف لها أن تقتنع بما يسمى بالماكياج المحايد وكأنها لا تضع أى شىء على بشرتها. ترى لم هذه الدعوة إلى الطلات الطبيعية والألوان الترابية المحايدة؟ و هل هى كافية لتبدين الأجمل والأرقى ؟

هناك أشياء غريبة تحدث للمراة العصرية فى ما يتعلق بمكياجها، فعندما تبدأ بتوزيع ماكياجها أما المرأة للتجميل، ترغب فجأة بان تبدو بشرتها وكأنها دون تلك المساحيق كلها. هذه حقيقة!
أسألى نفسك وأنت تضعين الماكياج، وترغبين بإخفاء عيوب بشرتك، وصور النجمات الجميلات تتبادر وتتسابق الى مخيلتك رغبة فى الحصول على طلة مشابهة... ماهى معادلتك الرياضية لمفهوم الماكياج؟ لابد أنها تتضمن احدى الكلمات التالية " بسيط" أو " طبيعى" أو " شفاف " أو ماشابه ذلك، فإن لم تكن كذلك، فانت من الأقلية.
فما الذى يحدث؟ هل يعنى ذلك أننا فقدنا حب الاهتمام بمظاهرنا؟ أو أننا سئمنا من مستحضرات التجميل اللامتناهية ؟ أو أننا تائهات وسط زحمة التغيرات الموسمية التى تقفز من موضة إلى أخرى وتغير كثيراً من الألوان، ما يجعلنا نستسلم ونبتعد عن قوانينها؟ ليس ذلك هو السبب، بدليل أن مبيعات شركات التجميل تحقق أرباحاً لم تشهدها من قبل عبر العالم كله، حيث أكدت الاحصائيات ان أكثر هذه المبيعات شملت " الفاونديشن " و " الكونسيلر" و " البلاشر " ما يدل على أن المرأة العصرية تجتهد للحصول على الدرجة اللونية من كريمات وبودرة الفاونديشن المماثلة تماماً للون بشرتها لتبدو البشرة طبيعية بمظهر محايد وطبيعى دون الحاجة الى باقة الألوان الأخرى. مع العلم أن اكتمال أناقة وتألق ماكياجك لا يكتملان من دون المستحضرات البراقة واللماعة التى تضفى على عينيك أو شفتيك أو جنتيك مزيداً من الغموض والجاذبية، إذ التقيد بالتركيبات الباهتة وأحمر الشفاه غير اللماع يجعلنا نبدو أكبر من سننا الحقيقى، فيما الاطلاله الشبابية هى بالنهاية غرض كل واحدة مننا.
وقد صمم سيروم " Eclat Original " المتألق من Chanel ليؤدى هذه المهمة ويجدد البشرة. كما صممت لنفس الغرض كريمات ومستحضرات مشابهة لا تقل قيمة عن المستحضر المذكور، أهمها " Skin Brightening System " من Dermalogica و " Skin Exacting Mask " من Laboratoire Remed وكذلك " Perfectionist من Estee Lauder..
وتقول ناوومى وولف، مؤلفة كتاب " أسطورة الجمال" بهذا الخصوص: " كوننا نعيش فى مجتمع يسيطر فيه الرجل، ما جعلنا نحن النساء نرفض فكرة التقدم فى السن ونخاف من علاماتها على وجوهنا". وتعلق فى كتابها هذا : " الشيخوخة بالنسبة للمرأة مسألة مخيفة وغير مرغوبة، خاصة أن المراة تنمو بقوة مع مرور الوقت" ويعارض رأيها الاختصاصى بالجراحة التجميلية الدكتور فردريك براندت قائلاً: " إن الجمال هو محور قوة المرأة وليس العمر" وعليه فإن عملية التحويل التى تسعى إليها المرأة لتحسين جمالها تعد بحد ذاتها ردود أنثوية. ويقول براندت: " الحفاظ على الجمال والشباب ليس بكاف فى عصرنا هذا بالنسبة للمرأة، فجمالها الحقيقى يساوى قيمة قوتها وسيطرتها". ومهما كان الراى الذى تتفقين معه، فمن العدل القول إن طلة الماكياج بالألوان الطبيعية لا تتحقق إذا لم يتم اختيار المستحضرات التجميلية الصحيحة والتدرجات المناسبة للبشرة. وإذا استخدمت المساحيق الغنية بالجزيئات المضيئة واللماعة سابقاً، لتبدو البشرة أكثر جاذبية فنحن اليوم نعتقد ان لها تأثيراً معاكساً تماماً، وهذا ما يتفق عليه اليوم العديد من خبراء الماكياج والتجميل، فهى تزيد من ابراز عيوب البشرة خاصة تحت الأضواء.
النتيجة: ان المستحضرات التى نود الحصول عليها تتغير بشكل كبير، حيث تختفى الألوان العميقة والصارخة والتركيبات الثقيلة لتظهر الألوان الشفافة والناعمة، فموضة الموسم تنشد كل ماهو طبيعى . وتؤكد باربارا دالى أن ذلك لا يعنى عدم استخدام المساحيق التجميلية، بل البحث عن كل ما يعكس تأثيراً طبيعياً على البشرة والشفاه والخدود والعيون، حيث شملت مجموعتها الأخيرة " Make Up To Glow " ألواناً طبيعية، أهمها مستحضر " Skin Illuminator Radiant Touch "إلى ذلك تفننت العديد من الشركات التجميلية الأخرى فى تصميم ماكياجات بألوان محايدة تناسب كل البشرات، جربى منها " Three Custom Color Specialists Clarifier " وهو قلم خاص بالعيون، يمنحها انتعاشاً ووميضاً يوحى بالحيوية، فى حين يمنح " High Beam " من BeneFit البشرة اشراقة متوهجة، ويتوفر بثلاث تدرجات متوهجة للبشرة الفاتحة والسمراء والزيتونية. كما أن أغلب خبراء التجميل لا يستغنون عن مستحضر " Clear Brow Groomer " من Calvin Klein وهو الأمر نفسه بالنسبة لمستحضر " Touch Eclat " من Yves Saint Laurent، لتظليل الهالات السوداء وجلب مزيد من الاضاءة الى محيط العينين. جربى ايضاً " Palette Mix " من Lancome والتى تحمل 3 ظلال مختلفة تساعدك بعد مزجها على الحصول على الدرجة اللونية الموافقة تماماً لتظليل محيط العينين.
ولشفتيك جربى " Lip Pencil in Spice " من MAC، والمفضل لدى العديد من النجمات، لأنه يحدد الشفتين من دون أن تبدوان كذلك، ويعد مثالياً لكل الشفاه مهما كانت درجة لونها الطبيعية.
وكنتيجة لرغبتنا المتواصلة بالحصول على الطلات الطبيعية، تم تطوير مزيد من التقنيات فى المستحضرات الجديدة، للنجاح فى تقليد مظهر طلات العارضات اللواتى تنتشر صورهن على أغلفة المجلات وفى عروض الأزياء، علىالرغم من ادراكنا الكامل لاجراءات التحسين والتغيير الجذرية التى تتم بالكمبيوتر على وجوهن والاضاءات القوية التى تستخدم أثناء التصوير ليبدين بصورة تشد وتغرى الأنظار، ما يجعلنا نعتقد أنه يمكننا فى يوم من الأيام تحصيل طلات مماثلة. وتقول باربارا دالى " إنه ليس من الصعب الحصول على ماكياج رائع ومتجانس الألوان من دون ماكياج إن صح التعبير" وتعلق على أغلفة المجلات قائلة: " تقنيات الكنس " Balayage بالكمبيوتر التى تستخدم فى الاعلانات ومجلات التجميل تعطى صورة غير حقيقية عما نرغب بالحصول عليه، ولا يمكنها ان تكون كذلك إلا على الورق".
وقد اجتهدت خبيرة الماكياج ربيكا موريس ويليامس، مؤسسة منتجات " Becca " الرائعة طريقة معاكسة، حيث رفضت ادخال تحسينات الكومبيوتر على ماكياج العارضة التى استعانت بها لترويج مجموعتها الجديدة، وفضلت أن تعبر نتائج مستحضراتها الخاصة عن نفسها بنفسها.
هنالك مفهوم آخر وجديد لطريقة التجميل من دون ماكياج، وهى موضة الحقن التى تسربت إلى بلداننا مؤخراً من الدول الأوروبية. واعتماداً على {اى خبير الجراحة التجميلية " Wendy Lewis " فإن اهتمام المرأة يتجه نحو العلاجات السريعة التى تتم خلال استراحة الغداء والتى تقتصر على حقن الملء والبوتوكس، والتى تمحو الخطوط الرفيعة وتعيد ملء التجعدات الظاهرة كما تحسن من ملمس ومظهر البشرة لتبدو هذه الأخيرة أكثر تجانساً وشباباً.
وقد بدأ هذا الشبح يسيطر على المرأة فى أمريكا أولاً، ثم تسرب الى أوروبا، واليوم إلى منطقة الخليج العربى، حيث أصبحت المرأة العربية تسعى للبحث عن أجود عيادات حقن البوتوكس والملء لتجربة هذه العلاجات السريعة، خاصة بعد أن تأكدت من عدم ابدائها لعوارض جانبية تهدد صحتها بشكل عام.
هذه العمليات المتطورة والسريعة قللت من حاجتنا للكم الهائل من مستحضرات ومساحيق التجميل، ولاشك بأن اجاهنا نحو الطلات الطبيعية والماكياج المحايد كان مصدره الدول الغربية، قديماً وحديثاً، إذ تولعت المرأة العربية فى البداية بالهايلايتر والبوتوكس وعلاجات التسمير، واليوم بالبشرة الطبيعية والخالية تماماً من كل العيوب، وبالحواجب الأنيقة والنظيفة على طول. فالمرأة الامريكية اليوم تعشق البشرة الموحدة بلون محايد، تماماً كجلد حقيبة يدها أو الشعر المتموج الناعم والمنسدل على كتفيها وكأنها لا تشكو من أى نوع من الضغط أو التوتر الذى يعكر نعومة وطبيعية جمالها، مع ضرورة الإضارة إلى أن بعض النساء محظوظات جداً لأن بشراتهن لا تحتاج الى عناء جاد لتحصيل النتائج المرجوة.
واعتماداً على أراء الخبراء، فإن أسهل الطرق للتخلص من التوتر والضجر هو عدم التخوف من عوامل التقدم فى السن، وأحسن الطرق لتحقيق ذلك هو تعزيز الثقة بالنفس وكذلك الثقة بالمستحضر الذى تختارينه للعناية اليومية بجمال وشباب بشرتك.
وتقول خبيرة البشرة " Jo Malone": " إت اختيارك للمستحضر الذى يساعد على تعزيز وتحسين مظهر بشرتك، أكثر مما يخفى عيوبها ويغطيها بطبقة سميكة لمدة ساعات معدودة، يعمل بالتأكيد على تعزيز ثقتك بنفسك يومياً بعد يوم" ولابد من تجربة مستحضرها " Finishing Fluid" الذى يؤمن للبشرة تغطية شفافة ومريحة جداً لساعات أطول.
والنظرية التى يحث عليها الخبراء هى السعى بحثاً عن الثقة التى يمكن للمستحضر التجميلى تأمينها للبشرة، لنشعر بالراحة التامة أثناء استخدامنا لهذا المستحضر، من دون الحاجة الى المزيد من المساحيق لغرض تحصيل التغطية المرجوة. وتضيف باربارا دالى : " فالمرأة تحتاج الى مزيد من الراحة والرضى اتجاه الحقيقة التى تنص على أن البشرة تتعرض خلال دورة حياتها الى التغير والتقدم فى السن".

ماكياجك من دون ماكياج!
تخللت موضة الموسم الألوان الترابية والمحايدة، وشملت التدرجات العسلية والبيجيه وألوان الكاراميل والتوفيه. وقد طرحت " Jo Malone " مجموعة " Facial Finishing " التى جمعت بين أربعة مستحضرات، وهى على التوالى: Finishing Fluid (عبارة عن فاونديشن سائل وشفاف بتركيبة خفيفة وناعمة على البشرة)، " Translucent Finishing Powder ( وهى بودرة ناعمة وخفيفة جداً تناسب كل البشرات) مع ماسكارا باللون الأسود وملمع للشفاه بنهايتين، واحدة تحمل لوناً محايداً شفافاً، والأخرى ملمعاً بجزيئات براقة ومشعة لأوقات المساء.
وقد انتهج Prada مؤخراً الفكرة العصرية للتقرب من الألوان، والتى تنص على اعطاء مستحضرات العناية بالبشرة لوناً طبيعياً لاضفاء تجانس محايد على كامل البشرة. والنتيجة كانت مستحضره للسنة الماضية " Tinted Lip Treatments" وكريمه الجديد " Hydrating Gel Cream ".
وقد اتبعت شركة Origins الطريقة نفسها حيث أضافت صبغات ملونة الى مستحضرات التجميل الخاصة بظلال العيون، لتكون بمثابة أساس قاعدى للبشرة فوق العينين، وتنوعت بين الظلال الهادئة والعميقة ضمن الألوان الطبيعية فقط. وهنالك أيضا ماسكارا قاعدية للرموش " Lash Repair" من Shu Uemura. لأجل الحصول على رموش طبيعية. وللشفاه اختارى ملمعات " Juicy Tubes" من Lancome. وأخيراً لابد من تجربة مستحضر " Smoothing Veil" من Shiseido الذى يعد بمثابة أساس محايد للبشرة لتلميع مظهر البشرة وتأمين مزيد من الراحة والاستقرار لباقى خطوات الماكياج الموالية




المقالات ذات صله