زوجي يتهرب من العلاقة الحميمة

تهرب الزوج من العلاقة الحميمة هو بدون شك من أكثر المواقف صعوبة لكل زوجة لأسباب عديدة منها صعوبة مشاركة التجربة مع أحد لأحساسها بالإحراج، وبعدها تبدأ الإحساس بالذنب، وتفتش عن الأسباب التي تسببت في ابتعاد الزوج عنها، ومن الممكن أن تشعر بتأنيب الضمير، وأنها مقصرة بشكل أو بآخر، ولكن هوني على نفسك واخرجي من دائرة جلد الذات؛ لأنه في كثير من الأحيان تكون الأسباب ليس لها أي علاقة بك. قبل الدخول في دائرة الاكتئاب والاحتمالات والأفكار السلبية مثل: هل أنا لم أعد مثيرة؟، هل يبحث عن جديد ولا أستطيع أن ألبي احتياجاته؟ هل يتجنبني عن عمد؟ ما الذي تغير؟
تذكري أن العلاقة الحميمة مثل أي علاقة إنسانية تمر بفترات فتور وتختلف تجربتنا خلالها على مدار سنوات الزواج،
فالعلاقة في بداية الزواج مختلفة عن فترة الحمل ومختلفة أيضاً بعد الولادة، لكل منها تجربتها الخاصة جداً ولا تشبه غيرها. لهذا فإنه لعلاج مشكلة تهرّب الزوج من العلاقة الحميمة لا بد من البحث عن الأسباب أولا حتى يسهل حلها، إليك في النقاط التالية بعض المشكلات الشائعة:
1- انخفاض هرمون "تسترون" لدى الزوج: وهو الهرمون المسؤول عن زيادة أو نقص الرغبة الجنسية لدى الرجال، ويمكن التعرف على مستواه من خلال تحليل الدم، وهو مثله مثل أي هرمون متغير صعودا وهبوطا، ولا يعكس مشكلة مرضية خطيرة، ولكنه مؤشر صريح وواضح لانخفاض رغبة الزوج اتجاه العلاقة الحميمة.
2- كون الزوج تحت ضغط نفسي كبير: من أهم أسباب عزوف الزوج عن العلاقة الحميمة كونه تحت ضغط نفسي كبير سواء على مستوى عمله أو العائلة، لذلك ربما يكون ظرفا طارئا ولن يستمر طويلا لتعود علاقتكما كما كانت، وفي هذه المواقف يكون الزوج بحاجة ليشعر بالتقدير الكافي ولا تحاولي تقديم الحلول أو مناقشة المشكلات معه؛ لأنه على الأغلب لن يفصح عنها، ومن جانبك لا تطرحي الأسئلة، ولكن تذكري دورك المهم في إحساسه بالتقدير وأهميته لك ولأولادك، وهذا سهل؛ فمجرد الكلمة الطيبة والتشجيعية ستساعده.
3- عدم إحساسه بالثقة الكافية: وهو غالبا ما يحدث في حالات عدم تبادل الأحاديث بعد ممارسة العلاقة الحميمة بين الزوجين، وكأنها واجب، وهذا قد يولد لدى الزوج الإحساس بأنه غير كفء وغير واثق من نفسه؛ لأن كل مرة تشبه الأخرى، ولهذا فإن حضن ومناقشة ما بعد العلاقة بنفس أهمية العلاقة نفسها، والتحدث بمنتهى الصراحة دون خجل أو تهرب من جانبك.
4- ابدئي أنت الخطوة الأولى بدلا من انتظار التغيير أن يحدث، وتحدثي إليه عن حاجتك للحضن والاحتواء دون الإشارة لعلاقة حميمة واختاري التوقيت المناسب.
5- مشاهدته لأفلام إباحية وهي مشكلة كبيرة؛ وذلك لأنه يقوم بإفراغ طاقته وحاجته من خلال هذه الأفلام والمشكلة الأخرى لمدمني هذه الأفلام أنها ترفع مستوى التوقعات لصور غير حقيقية، وبذلك يصاب بإحباط عند ممارسة العلاقة في الواقع، ولأنها خانت توقعاته بصورة كبيرة، وفي هذه الحالة لا بد من الحديث معه عن احتياجاتك، وعن أضرار هذه الأفلام عليه قبل أي شخص، وتناقشا حول الأساليب التي من الممكن اتباعها سويا لاستعادة الإثارة والحميمية لعلاقتكما معا. 6- في كثير من الأحيان يكون حل مشكلات العلاقة الحميمة بعيدا تماما عن غرفة النوم وعن اختيار قمصان نوم جديدة مثيرة والنصائح التقليدية التي توجه دائما لكل زوجة، وهو ما يزيد إحساسها بالألم ويحملها طاقة أكبر منها وكأنها السبب في كل الأحوال، على العكس فإن العديد من الدراسات وجدت أن تفاهم الزوجين وقيامهما بنشاطات مشتركة قادر على حل الكثير من المشكلات الجنسية دون طرحها صراحة بأنها مشكلة موجودة بالفعل، والحل هنا بسيط يمكن أخذ إجازة قصيرة بعيداً عن الأطفال والأهل، حتى وإن كانت ليوم واحد، والقيام بأنشطة مشتركة، حتى لو كانت مشاهدة الفيلم المفضل لكما، وتناول الطعام المفضل؛ وذلك لأن التفاصيل الصغيرة تحدث فارقا كبيرا.




المقالات ذات صله