اللاعبون الصائمون وشهر رمضان

شهر رمضان الفضيل أوجب الله تعالى على أمة الإسلام صيامه من ساعات الفجر إلى غياب الشمس مع أعذار حصرها العزيز الحكيم بالمرض والسفر وأعذار خاصة بالمرأة والجوع والعطش المهلكين والإكراه والشيخوخة.

ومع تطور الحياة وصعود لعبة كرة القدم بشكل واضح وانتشارها في الدول الأسلام ، حصل هناك اختلاف بين علماء الدين في حكم إفطار لاعب كرة القدم أثناء اللعب مع غالبية تميل لوجوب صيامه على أساس أنها مهنة كالمهن الأخرى التي يصوم فيها الناس ، لذلك كان قرار معظم اللاعين المسلمين في عالم اللعبة الشعبية الأولى بالصوم وتحمل مشقة شهر طمعاً بمغفرة ذنوب دهر بناءً على قوله عليه الصلاة والسلام : "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".

كيف تتعامل الأندية مع اللاعبين الصائمين؟:
تلجأ الأندية إلى فريقها الطبي للتعامل مع هذه المسألة التي يجب أن نعترف بصعوبتها وتعقيداتها خاصة في أوروبا ، حيث يمثل اللاعبون المسلمون أقلية في القارة العجوز مما يجعل الخبرة في التعامل مع هذا الشهر غير متوفرة دائماً وهو ما يعلل ظهور بعض المشاكل كالتي حدثت بين المدرب جوزيه مورينيو والنجم الغاني سليمان مونتاري أثناء تواجدهما في الإنتر ، حيث لم يلعب طوال شهر رمضان سوى دقائق قليلة بسبب صيامه ، ومن القصص الشهيرة لجوء المدرب إلى استبداله بعد 15 دقيقة فقط من بداية المباراة.


بعيداً عن المشاكل التي تظهر ، نقدم هنا أهم النصائح الطبية التي يعتمدها الأطباء في الأندية الأوروبية للاعبين المسلمين أثناء الشهر الفضيل:
- عدم لعب مباراة كاملة والاكتفاء بلعب ساعة واحدة على الأكثر في حال اللعب أثناء الصوم أو خلال ساعتين بعد الإفطار.
- شرب كميات كبيرة من الماء بعد الإفطار لا تقل عن (5) لترات من الماء.
- التركيز على المواد الغذائية التي تمنح الطاقة أي تحتوي على بعض السكريات.
- عدم تجاوز كميات معينة من الطعام وضرورة توفر مواد غذائية بشكل دائم في الإفطار والسحور.
- اللجوء لتدريبات خاصة أثناء الصوم تركز على الحفاظ على اللياقة دون استهلاك كمية كبيرة من السوائل.
- خفض الحمل التدريبي للاعب المسلم وربما إعفائه من بعض التمارين ذات الحمل الكبير.

ماذا يقول أهل الخبرة؟:
رصدت الصحف العالمية بشكل عام والفرنسية منها بشكل خاص ردود الفعل والأراء قبيل شهر رمضان الفضيل ، ويأتي تركيز الصحافة الفرنسية لوجود عدد كبير من اللاعبين العرب والمسلمين في البطولات الفرنسية يجعل من القضية ذات اهتمام عام في الشارع الفرنسي خصوصاً مع انتشار ما بات يعرف بالاسلام فوبيا في تلك البلد المتهم اتحاد الكرة فيه بالعنصرية!.

صحيفة ليكيب نقلت عن المدرب كرستيان جوركوف صاحب الخبرة في المنطقة العربية قوله " المشكلة ليست في عدم تناول الطعام وإنما في نقص السوائل والمحاليل السكرية ، وهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى زيادة احتمال حدوث الإصابات مما يجبر المدربين على تغيير طرق التدريب واللجوء بعض الأحيان إلى التقليل من فترات التدريب للاعبين المسلمين".

لاعب جزائري رفض الكشف عن اسمه حسب قول الصحيفة الفرنسية قال : " تشعر أن الاهتمام بهذا الموضوع خلفه التمييز ضد المسلمين وليس حب الفضول".

أما قائد المنتخب الجزائري عنتر يحيى تحدّث عن الصعوبات التي تواجه المسلم الصائم خلال الشهر وخاصة بعد الإفطار :" أثناء تصفيات كأس العالم لعبنا مباراة ضد المنتخب الزّامبي في شهر رمضان بعد الإفطار ، حيث تناولنا وجبة الإفطار في السابعة مساءً ولعبنا في الساعة العاشرة أي بعد ثلاث ساعات ولن أخفي عليكم أن الأمر كان صعباً للغاية ، لكن الإيمان في النهاية هو من يقوينا ويساعدنا على تجاوز الصعوبات ."

وبكل الأحوال يبدو أن اللاعب المسلم نجح بفضل قدراته ومهاراته فرض نفسه في عالم الكرة الأوروبية بشكل يجعل الأندية العالمية مجبرة على التأقلم مع هذا الشهر تماماً كالذي يحدث مع غيرهم من أصحاب المعتقدات الأخرى.

أشهر اللاعبين المسلمين ومواقفهم مع الصيام:
- إريك أبيدال : أعلن أكثر من مرة لاعب برشلونة أنه يلتزم بالصوم.
- فرانك ريبيري : صرح لقناة الجزيرة الرياضية قبل عامين أنه لا يصوم بسبب التعب.
- مسعود أوزيل : صرح أثناء تواجده مع فيردر بريمن وكذلك مع ريال مدريد بأنه ملتزم بالصيام وأن مستواه لا يتأثر لاعتياده على الأمر.
- أنيلكا : أعلن أنه مصمم على الصيام رغم تعرضه لما وصفه بالحملة "العنصرية " من قبل بعض الصحف.
- فردريك كانوتيه : صرح بوضوح " الصيام يزيد المسلم قوة وصبراً".
- كريم بنزيما : أعلن التزامه بصيام الشهر الفضيل الموسم الماضي وأكدت صحيفة الآس وجود خطة خاصة باللاعب.
- يايا توري : ملتزم بالشهر تماماً منذ فترة طويلة.


بحث مفصل



المقالات ذات صله