عقدة عربية اسمها العرض المشرف

بدأ الرياضيون العرب منافسات أولمبياد لندن منطلقين من لعبة كرة القدم، فتعادلت المغرب 2-2 مع هندوراس وخسر المنتخبان الإماراتي والمصري أمام الأرغواي والبرازيل على الترتيب، وكانت كل المنتخبات العربية قد قدمت أداءً جيداً خصوصاً في مسألة ردة الفعل والروح القتالية، وهي أمور يجب أن نعترف لهم بها.

لكن يدهشني ويزعجني أن نصطف ونهتف جميعاً “يحيا العرض المشرف”، ففي نفس اليوم الذي قدمنا فيه عرضاً مشرفاً كانت اليابان تهزم اسبانيا المرشحة للميدالية الذهبية، وفي نفس اليوم كانت الغابون تتفوق على سويسرا وإن تعادلا لكن الأخير لم يسدد سوى كرة الهدف، وفي نفس اليوم كانت السنغال تتعادل مع صاحب الأرض البريطاني 1-1… فهل لو قارنا أداءنا ونتائجنا بنتائج هذه الدول وأدائها سنكون قدمنا عرضاً مشرفا؟

لا يمكننا التحدث عن نقص الإمكانيات والاستعداد لأن السنغال والغابون ليست أفضل حالاً من دولنا العربية، لا من ناحية الاستعداد ولا من ناحية إدارة كرة القدم، لكن الاختلاف هو بالعقلية، بعقلية أن الأداء شيء والنتيجة هي كل شيء، بعقلية إعلامية محترفة لا تصفق لفريقها عندما يخسر في الدور الأول وتجعله بطل الأبطال ورافع راية الأمة، لكن لو خسر في أدوار متقدمة وبطريقة محترمة يمكن وقتها الحديث عن الأداء المشرف.

اللاعب العربي ضحية التصفيق الشعبي للأداء وليس النتيجة، هو مسكين يكاد يحتفل بعد أن يراوغ لاعباً لأن جمهوره سيذكر هذه اللقطة أكثر من نتيجة المباراة بسبب تركيز إعلامه الذي يجعل الطموح محدوداً، ويجب أن نتذكر بأن هذه البطولة الأولمبية فازت بها نيجيريا والكاميرون وبولندا والمانيا الشرقية وهي منتخبات مقاربة في الماضي والحاضر لمستوى منتخباتنا العربية، أذكر بالحد من الاحتفالات بالخسائر المشرفة كي لا يكون احتفالنا بالخسارة كبيراً لدرجة يشعر معها الفائز بالميدالية الذهبية في النهاية أن هناك خلل ما!


بحث مفصل



المقالات ذات صله