استرجل وزور حماتك

استرجل وزور حماتك

حماتي أخذت بثأر ابنتها مني


اليوم الأول من رمضان كان منافسة بين عائلتي وعائلة زوجتي في إظهار المودة لكلينا، والدتي أخذت تتود إلى بسمة، وأهلها كانوا ينادوني بابني أمام أهلي، كل عائلة أرادت إظهار صورتها المثالية.
ومع مرور الأيام الرمضانية جاءت الجولة الثانية من المنافسة، لكن على أرض المنافس، بدأت بدعوة أمي لنا على مائدة الإفطار، في يوم كان مفاجأته أن ابنة خالتي الزوجة المثالية بالنسبة لأمي كانت ضيف الشرف، وفهمت أن أمي حضرت لزوجتي يوم حمواتي من الطراز الأول.
ظلت الكلمات تتطاير من هنا إلى هنا، وأنا أحاول الزود عن زوجتي بكلمة مضادة أو ابتسامة صفراء أو مداعبة مستترة مع أمي، إلى أن عدنا إلى بيتنا وانفجرت بسمة غاضبة "عاجبك عمايل والدتك".
صراحة لم تكن تعجبني، وتقمصت دور كوفي أنان كمبعوث سلام بين الطرفين، ولكن المحاولات باءت بالفشل، أعقبه تطور خطير في الأحداث، تلقيت دعوة مضادة، أقصد مماثلة من أهل زوجتي لتناول الإفطار معهم.
ابتعلت ريقي وأنا أبتسم وأحضر نفسي للمصير المحتوم، فزوجتي بعدما عادت من معركتها مع أمي دخلت في مكالمة هاتفية طويلة مع أمها نقلت فيها تفاصيل ما حدث خاصة دعاء أمي برزقي بالزوجة الصالحة.
بداية القصيدة اتضحت مع فتح باب البيت لنا، إنه ابن خالة زوجتي، وكأنه لا يفل الحديد إلا الحديد، نفس الشخص كان أمل حماتي العزيزة كزوج المستقبل، "ايه ده، ايه اللي جابك ... أقصد ايه المفاجأة اللي مش على البال دي" قلتها وأنا أنظر لزوجتي التي كانت تبتسم في خبث وكأنها استردت جزء من انتقامها من أمي في أعصابي أنا.
دخلت الشقة باحثا عن دعمي الأكبر في هذا البيت، أين حماي العزيز، آه إنه في المسجد يقرأ القرآن حتى آذان المغرب، هكذا أخبرتني حماتي "انزل له يا حبيبي وسيب بسمة معايا أنا وميدو"، "نعم... أسيبها مع ميدو، ده على جثتي" هكذا كلمت نفسي وقلت لا سأقرأ القرآن هنا لأطرد الشياطين" ضغطت على الكلمة الأخيرة وأنا أنظر إلى ميدو.
الضربة الثانية كانت على مائدة الإفطار، ما هذا، شوربة طماطم، صينية كوسة، وأرانب، إنها كل الأصناف التي أكرهها، أظهرت معدتي غضبها على معالم وجهي، وشعرت حماتي بأن ضربتها الثانية أوجعتني فقالت في فرح "معلش يا أمير أصل ميدو بيموت في الكوسة وملوخية الأرانب".
نظرت إلى زوجتي وجدت آثار الضيق بدأت تظهر عليها، ابتلعت ريقي وبدأت أملأ بطني بالمياه، وبدأت حماتي تردد "يا بسمة الإرهاق ظاهر عليكي جدا، طبعا شايلة البيت لحالك من غير مساعدة"، ليتطوع ميدو ويردد أحلامه عن ضرورة مساعدة الرجل لزوجته وأن بسمة لو كانت من نصيه لكان فعل وفعل لكي يريحها، فرددت بابتسامة باهتة "معلش يا ميدو... الطيبيون للطيبات، ربنا رزقني ببسمة، عقبالك ما يديلك اللي تستاهلها".
كان سندي في هذه المقارعة الكلامية حمايا العزيز، كان مساعدي الأول في منافسة نكات حماتي الثقيلة، ولكنه هذا اليوم كان أكثر هدوءا، أطلق حماي مبادرة فك اشتباك، إذ قام ليخبط على كتف ميدو قائلا "يلا على التراويح يا بطل معانا، ولا مش هتنزل تصلي مع الرجالة"، تخير حماي أكثر المساجد إطالة في التراويح للهرب من مواجهة شرسة بيني وبين زوجته.
عدنا ويبدو أن بسمة طالبت أمها بالهدوء قليلا، ورمضان كريم، فمرت الدقائق الأخيرة من زيارتنا بسلام، وعندما ههمنا بالرحيل سلمت علي حماتي قائلة بنبرة خاصة "ماتنساش تسلم لي على ماما يا ميرو".




المقالات ذات صله