هل العلاقة الجنسية هي من الواجبات الزوجية المفروضة على المرأة

إنَّ رابطة الزواج هي أسمى الروابط والعلاقات، وقد شرعها الله لتحقيق المودة والرحمة، فهي الطريق لإشباع العاطفة والفطرة وهي السبيل للحفاظ على الإنسان وتكثير النسل، ولذلك وضع الدين العديد من القواعد والضوابط التي يجب على الزوجين الالتزام بها، فلكلٍ من الزوجين الحقوق والواجبات وعند الالتزام بها فسيحظيان بحياة زوجية رائعة .. ومن واجبات الزوجة تجاه زوجها القيام بطاعة الزوج،

 وتلبية رغباته وطلباته وما يريد، وألا تقوم بالتصرف في أي أمر، إلا بعد الرجوع إليه وأخذ استشارته.. ويشمل البعض العلاقة الجنسية فيعتبرون أن على المرأة أن تطيع زوجها وقت ما يشاء ولا تمتنع أو ترفض ذلك، فإذا دعاها إلى فراشه فعليها تلبية ذلك، حتى لو كانت مريضة أو متعبة أو ليس لديها الرغبة في ذلك محوّلين المرأة إلى مكنة لإشباع رغبات الزوج .. ومجرّدينها من رغباتها..

وتقوم هذه المرأة بالعلاقة الجنسية كأنها واجب فقط لإرضاء زوجها لأنها لا تريده أن يشعر بالتقصير فيخونها مع أخرى .. وذلك في بعض الحالات يتحوّل نفوراً وانعدام رغبة.

فالرغبة تتقلّص أيضاً عندما تجد المرأة نفسها في السرير مع رجل لا يعرف شيئاً عن رغباتها، ولا تجرؤ على التعبير معه عن لغة الجسد. .تصبح حينها رافضة لأن تعطيه ما تعتبره حقاً له وواجباً عليها.

وهنالك أسباب كثيرة خلف انخفاض رغبة المرأة منها عدم التفاهم مع الشريك، وأخرى تتعلق بمخاوف اجتماعية مكبوتة.

وأشار تقرير نشر في مجلة Forbes عنوانه “نساء يتخذن الجنس واجباً”، شمل 1031 امرأة في الولايات المتحدة الأميركية، وأظهر أن 27% من النساء يعتبرن أن الجنس ليس مهماً في علاقتهن مع الشريك، بينما اعترفت 66% بأنهن يقمن علاقة جنسية مرّة في الأسبوع.

وأعادت النساء الأسباب إلى كثرة ساعات العمل، وتعدد المسؤوليات، وهموم الحياة العائلية، وغيرها من الدوافع الاجتماعية، التي تسقط الجنس من سلّم الأولايات.. في حين أشارت 7% من النساء الباقيات أنهن يشعرن بالخجل في التعبير عن رغباتهن وعدم الشعور بالمتعة والوصول إلى النشوة فطبيعة المرأة الجنسية أكثر تعقيداً من طبيعة الرجل، ولقد أحاط بهذه الطبيعة الكثير من الغموض،

 ويمكن أن يرجع هذا الغموض للتركيب والتعقيد الموجود في هذه الطبيعة، إضافة لما أحاطت به المرأة نفسُها هذه الطبيعة من سكوت لترضي موروثات المجتمعات التى أقنعتها بأنها لا ترغب فى الجنس ولا تريده ولا تستمتع به، وأنها إنما تفعله إرضاء للزوج وتلبية لرغبته وإطفاء لشهوته، وإن ادعت غير ذلك فهى إمرأة شهوانية لا يؤمَن جانبها.

وأخطر هذه الحالات أن تشعر المرأة أن زوجها أناني لا يهتم إلا بنفسه وبمتعته؛ فتنكسر الرغبة الجنسية عندها، وتصاب بحالة من النفور من ممارسة الجنس، وهذا النفور يمنعها من الاستمتاع؛ وهو ما يزيدها نفوراً على نفور، وتدور المرأة في حلقة مفرغة من عدم الاستمتاع والنفور المتزايد مرة بعد مرة.

وغني عن الذكر أن علاقة بهذا الشكل لا ترضي الزوج ولا تسعده حتى لو لم تمتنع عنه الزوجة خوفاً من غضب الله (أي أن العلاقة تصبح علاقة أداء واجب، وتفتقد لكل روح)، والأمر سوف يختلف تماماً لو حرص الزوج على مشاعر زوجته، وأظهر لها هذا الحرص، 

والتساؤل الحائر الذي يحتاج لإجابة من الأزواج: أيهما أفضل وأكثر متعة: أن تأتيه زوجته راغبة ومستمتعة؛ لأنه يراعي ظروفها النفسية والجسدية، ويعاملها كإنسانة مكافئة له، ويحرص على متعتها؟

أم أن يسوقها راغمة أو غير راضية إلى فراشه، ثم يعاني من برودها ونفورها وعدم تجاوبها معه؟!! والتساؤل مطروح ويحتاج لإجابة عملية من كل الرجال!!



بحث مفصل



المقالات ذات صله