(فتبارك الله احسن الخالقين)..وهل هناك خالق غير الله؟

يقول القرآن: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون:14] فهل هناك خالقون غير الله؟

الرد:

- ما هو الخَلْق؟ هو الإيجاد من عدم, وهذا فى حق الله سبحانه وتعالى, أما الإنسان فيطلق عليه مجازاً بمعنى الصُّنع, وقد ورد فى القرآن الكريم مرتين منسوباً إلى الإنسان {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ} [آل عمران:49] و{إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً} [العنكبوت:17] فالإنسان يخلق.. أى يحول الشىء إلى شىء آخر, كأن يصب الذهب على هيئة حُلِىّ, أو يصنع الزجاج من رمال السليكون, أو غير ذلك من الاختراعات, ولكن ما يخلقه الله عز وجل يختلف تماماً عمّا يخلقه الإنسان, فكما قلنا إن خَلْق الله ينشأ من العدم, أما خَلْق الإنسان فلابد له من مواد موجودة أصلاً, خَلْق الله ينمو ويتكاثر, أما خَلْق الإنسان فلا ينمو ولا يتكاثر, فلو وضعنا - مثلاً - قدحين كبيرين من الزجاج بجوار بعضهما.. هل ينجبان أكواباً صغيرة؟

ولو أتينا بسيارة (سيات) ووضعناها فى أى ظروف بيئية.. هل تكبر وتصبح بعد ذلك (هونداى)؟ إن أعلى الاختراعات ذكاءً, كالحاسب الآلى (الكمبيوتر) أو ما هو أحدث منه, ويسمى (السوبر كمبيوتر) أو الرجل الآلى (الريبوت) لا يستطيع أن ينمو أو يتكاثر, هذا بالإضافة إلى ما فى خلق الله من مميزات أخرى لا تخفى على أحد, مثل الروح, والعقل, والإحساس, والعاطفة... إلخ, والله أعلم

وعن رأى العلماء :

فقد ذكر المفسرون أوجهاً في قوله تعالى ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) [ المؤمنون : 14]‏ أهمها :

الأول : أن الخلق هنا بمعنى الصنع ، فالمعنى: تبارك الله أتقن الصانعين.‏

وهذا جار على لغة العرب، ومنه قول الشاعر:‏

‏ ولأنت تفري ما خلقت وبعــــ ض القوم يخلق ثم لا يفري .‏

الثاني : أن الخلق بمعنى التقدير ، فإنه سبحانه هو أحسن المقدرين جل وعلا .‏

الثالث : أن المعنى : أن الله تعالى هو أحسن الخالقين في اعتقادكم وظنكم .‏

‏ الرابع : وهو أحسنها : أننا نثبت للمخلوق خلقاً، لكنه ليس كخلق الله تعالى. فخلق الله جل ‏وعلا إيجاد من العدم.‏

وخلق المخلوق لا يكون إلا بالتغيير والتحويل والتصرف في شيء خلقه الله تعالى .‏

‏ ومن ذلك ما جاء في الصحيحين أنه يقال للمصورين يوم القيامة: "أحيوا ما خلقتم". ومعلوم ‏أن المصور لم يوجد شيئاً من العدم إنما حول الطين، أو الحجر إلى صورة إنسان أو طير ، ‏وحول بالتلوين الرقعة البيضاء إلى ملونة، والطين والحجر والمواد والورق كلهم من خلق الله ‏تعالى . ‏

وأيضا : فالعبد لا يمكنه فعل شيء إلا عند وجود الإرادة الجازمة والقدرة التامة، والإرادة ‏والقدرة كلتاهما مخلوقتان لله عز وجل، وخالق السبب التام خالق للمسبَّب. ولهذا كان من ‏اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الله تعالى خالق للعباد وأفعالهم، كما قال ربنا ( والله خلقكم وما ‏تعملون ) [الصافات: 96] .

والحاصل أن الخلق الذي هو الإيجاد من العدم صفة يختص بها الله ‏تعالى، كما قال ( أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون )[ النحل: 17] وقال تعالى ( هل ‏من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو ) [فاطر: 3‏] .

منقول




المقالات ذات صله