ماذا يعني شهر رمضان لك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة والأخوات الأفاضل هاهو شهر رمضان يقترب بفضل الله تعالى وما هي إلا أسابيع قليلة ويأتينا هذا الضيف الحبيب فالحمد لله الذي أحيانا لهذه الأيام وبارك الله لنا في هذه الأشهر وبلغنا رمضان والمسلمون جميعاً بخير وعافية وستر.

أحببت أن أطرح سؤالاً على نفسي وعليكم جميعاً يتعلق بهذا الشهر ومفهومه لدينا وهدفي أن يأتي رمضان إن شاء الله ونحن نعي بحق ما هو مفهوم رمضان وما الحكمة من الصيام. حتى نكون مستعدين حقاً للصيام ولاستقبال هذا الشهر المبارك. وسؤالي هو:

ماذا يعني شهر رمضان لك؟

سؤال يحتاج لوقفة وتأمل

دمتم بخير

_________________

الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماذا يعني شهر رمضان لك ؟

كلما سمعت بهذا السؤال إلا و تذكرت أن هذا الشهر المبارك يعني لي الكثير مند طفولتي الصغيرة. ففي مدينة فاس العتيقة حيث أسست أول جامعة في العالم وهي العاصمة العلمية للمغرب ؛ كان إقبال الشهر الكريم هناك حدث عظيم، ففي مساء آخر يوم من شعبان تتجه كل العوائل إلى سطوح منازلها لترقب الهلال ، وما إن يهل هذا الأخير حتى تنطلق زغاريد النساء وتشتعل الأضواء في صوامع المدينة –و ما أكثرها – ويكبر الرجال ويهنئ بعضهم البعض بحلول هذا الضيف العزيز .حتى الأطفال الصغار تعمهم الفرحة إذ تعطى لهم الألعاب النارية فتزداد المدينة رونقا وجمالا.

وكم كنت أحب أن توقظني أمي لوجبة السحور فأسمع تهليل المؤذنين في الصوامع قبل آذان الفجر . فرسخت أصوات التكبير والتحميد في مذكرتي واقترنت عندي بشهر رمضان؛

وكذلك يمر اليوم في سماع القرآن والدروس في المساجد التي لم تكن تغلق أبوابها أبدا ليلا ونهارا.

فسبحان الله في هذا السن الصغير كان إدا رمضان يعني لي: ترقب وشغف، فرحة وزغاريد، تكبير وتحميد، سكينة وخشوع، ثم فرحة بالإفطار والتفاف العائلة حول المائدة المتنوعة واللذيذة. حتى الرائحة يكون لها خصوصيتها في هذا الشهر نفتقدها بعد مضيه. ولم تكن مسلسلات ولا قنوات موجودة لتعكر هذا الجو الصافي النقي.

فالله الحمد هذه الذاكرة البعيدة جعلت من رمضان محطة لها أهميتها في حياتي وازدادت أهمية بعد أن هدانا الله إلى إتباع منهجه والبحث عن ما يرضي الله ورسوله؛رغم أننا مررنا بحقب قل فيها الاهتمام بالدين ولم نعد نرى فيها ذاك الحب والإقبال على استقبال رمضان.

لكن مع الصحوة الإسلامية عادت لرمضان أهميته فهو اليوم يعني لي: بهجة بحلوله وخشوع في قضاء أيامه وتراويح وقيام وختامات لكتاب الله وقر في البيت إلا إن كان ذهابا للمسجد أو صلة للرحم.

اللهم بلغنا رمضان واجعلنا نقضيه فيما يرضيك وتقبل منا ما تمن به علينا من صلاة وقراءة وتدبر لكتابك.

_________________

[b]أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه




المقالات ذات صله