صلاة الشفع والوتر

الشفع لغة العدد الزوجي، ومنه الشافع والذي يكون ثانياً يقوم بتقوية المشفوع له ويزيل تفرده ويعزز موقفه، بينما الوتر هو العدد الفردي، وصلاة الشفع عبارة عن ركعتين يؤديهما المصلي بعد تأدية فرض العشاء وسنته، بينما صلاة الوتر هي العدد الفردي من الركعات التي تتبع صلاة الشفع



أكد العلماء على أنّ صلاة الوتر سنة مؤكدة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويبدأ وقتها بعد تأدية فرض العشاء ويستمر إلى طلوع الفجر، ويعد أفضل وقت لها الثلث الأخير من الليل، ولكن إذا خاف العبد أن لا يقوم لصلاة التهجد فتفوته صلاة الوتر فعليه أن يوتر قبل النوم، وفي حال الاستيقاظ لا تصلى مرة ثانية. أقل عدد لركعاتٍ صلاة الوتر ركعةً واحدةً، فيجوز أن يؤديها المصلي ركعة ولكن أفضلها احدى عشرة ركعة، أو ثلاثة عشرة كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يجوز للمصلي أن يوتر بخمسةٍ أو سبعة، وإذا زاد لخمسة عشرة أو أكثر فيجوز ذلك، فالمهم أن يكون عدداً فردياًن ومن السنة قراءة سورة الفاتحة وسورة الأعلى في الركعة الأولى، وسورة الكافرون في الركعة الثانية وسورة الإخلاص في الركعة الثالثة.



ترتبط صلاة الشفع بصلاة الوتر، فيمكن أن يؤديها العبد متصلةً بها أو منفصلةً عنها ولكن الأفضل فصلها، وإذا تم وصلها مع صلاة الوتر كأنْ يصلي العبد سبع ركعاتٍ فالسنة أن يجلس بعد الركعة السادسة ويقرأ التشهد ثمّ يقف ليأتي بالركعة السابعة، وإن صلى تسعاً فالسنة أن يجلس في الثامنة ويتشهد التشهد الأول ثم يقوم ويأتي بالركعة التاسعة، ولكن من الأفضل أن يسلم بين كل ركعتين، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، عندما سأل عبد الله بن عمر عن صلاة الليل: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يصلي من الليلِ مَثْنى مَثْنى. ويوترُ بركعةٍ. ويصلِّي ركعتَينِ قبلَ الغداةِ) [صحيح مسلم]، بينما لو أوتر العبد بثلاث ركعات أو خمس فمن الأفضل سردها جميها دون الجلوس في الركعة الثانية أو الركعة الرابعة وإنما الجلوس للتشهد في آخر الصلاة.



لصلاة الشفع والوتر الفضل العظيم فقد وصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يكن يتركها في السفر والحضر، وهي تحافظ على صلة العبد بربه، فالنوافل جميعها يتقرب بها العبد من الله تعالى وتكسبه الأجر والثواب.




المقالات ذات صله