أثار تحفيظ القران فى ابنائنا

القرآن رتب لي حياتي

لم تكن صاحبة هذه العبارة امرأة خاضت تجارب الحياة ، ولم تكن امرأة جاوزت الثلاثين او الاربعين من عمرها لتصوغ مثل هذه العبارة التي تدل على وعي وادراك .. انها فتاة صغيرة في الثانية عشرة من عمرها وتحفظ من كتاب الله ثلاثة عشر جزءاً .. انها هدى عبد الفتاح تكروي من قلنسوة تلتزم بالزي الشرعي وهي وحيدة اهلها ومتفوقة في دراستها بمعدل ( 99) ولنترك الطفلة هدى عبد الفتاح تتكلم عن رحلتها في حفظ كتاب الله لتقول :

بدأت احفظ القرآن وأنا في صف البستان وذلك بشجيع من امي والتي هي الاخرى تحفظ احد عشر جزءً من كتاب الله ، وقد فزت بمسابقة للحفظ اجريت في مدرستي وايضا بتشجيع من امي التي علمتني كيف احترم الوقت ، وان الوقت ثمين ويجب قضاؤه بما يفيدني ولا يضرني ، وانا عندما انظر الى زميلاتي وصاحباتي اجد ان اهتمامهن ينصب على لبس الموضة وعلى البرامج التلفزيونية وانهن يقضين اوقاتهن باللعب واللهو وانا بدوري انصحهن بالاهتمام بدراستهن وان يرجعن الى الله تعالى ويحفظن ولو جزءً من كتابه ، لان القرآن هو دستور حياتنا وقد علمني كيف اتعامل مع الناس ومن خلاله عرفت الحلال والحرام ورتب لي حياتي وانا لا أقرأ القرآن مجرد قراءة بل احاول ان افهم معانيه قدر المستطاع وتبهرني الآيات التي تتحدث عن عظمة الله أشعر اني بنعمة عظيمة .

جنتي وبستاني في صدري

بهذه العبارة الرائعة افتتحت حليمة عبد الرحمن من باقة الغربية (41 سنة ) حديثها معنا والتي انعم الله عليها من فضله واكرمها بحفظ كتابه كاملاً لتضيف : انها نعمة وأي نعمة ، انه كنز واي كنز فلو وضعنا كنوز الدنيا في كفةونعمة حفظي للقرآن في كفة لرجحت كفة هذه النعمة وارجو من الله ان ينعم على كل مسلم ما انعمه عليّ حتى يتذوق الحلاوة التي اتذوقها واني لاحزن اشد الحزن على الذين يفرطون في القرآن كيف لا يؤدون واجب حفظه الا يعلمون ان الله يرفعهم درجات بكل آية يقرأونها ، فكيف يفرطون بهذا النعيم ؟!

كم يحزنني هذا الجيل

أ ثار تحفيظ كتاب الله كاملاً وهي الاولى في صفها

انها والله نقاط ضوء بل حزم من نور شعت في ذاك الميدان مما اثلج صدورنا وجعلنا نجلس على ركبنا امام طفلات صغيرات ولكنهن كبيرات ادركن ان بحفظهن لكتاب الله فانهن يمتلكن في صدورهن كنزاً لا يفنى بل يبقى لهن ذخراً في الدنيا والآخرة .. فها هي آثار زياد عاصي ابنة الثالثة عشر من كفر برا اكرمها الله وعمر قلبها بآياته والتي بدأت في حفظ القرآن في الثامنة من عمرها لتتم حفظه كاملا بعد خمس سنوات ، نقطة البداية كانت امها التي حثتها وشجعتها كما شجعت باقي اخوتها واخواتها على التلاوة والحفظ فاختها براءة والتي تبلغ من العمر خمسة عشر عاما تحفظ خمسة عشر جزء واختها ايمان ابنة الثانية عشر تحفظ ستة اجزاء أما اخوها شادي ( 19 سنة ) فيحفظ جزئين وضياء ابن الاربع سنوات فيحفظ نصف جزء من كتاب الله .

وعندما سألنا آثار عن شعورها قالت : اعتقد ان هذه معجزة تحققت لي ونعمةربانية منحني اياها ربي واني مميزة عن غيري وامتلك شيئاً عظيما لا تمتلكه بنات جيلي والحمد لله فان حفظي للقرآن جعلني احافظ على صلاتي واحترم والديّ وجميع الناس وجعلني احافظ على الوقت ولا اضيعه




بحث مفصل



المقالات ذات صله