أمر تضيع فيه ثلث عمرك ولا تعرف عنه شيئًا!


النوم.. هو ذلك الشيء الذي تضيع فيه ثلث عمرك ولا تعرف عنه شيئًا!.. ورغم أن الكثير من العلماء اهتموا بالأمر، إلا أن الإنسان يقف عاجزًا أمام قدرة الله تعالى على أن يمنح جسد الإنسان ثباتًا لعدد ساعات معينة، ثم بقدرته سبحانه يفيقها ويعيدها مرة أخرى إلى الحياة.

قال تعالى موضحًا ذلك: «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» ( الزمر 42).

للإسلام هدي خاص في التعامل مع النوم، كأن الله عز وجل يريد أن يعلمنا أنه علينا ألا نضيع من أوقاتنا قيد أنملة، حتى وقت النوم، إلا في ذكر الله تعالى.

فعن البراء رضي الله عنه أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أخذ مضجعه قال: «اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت»، وإذا استيقظ قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور».

على خطى الحبيب

وعلى المسلم أن يسير على خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم، وهو الذي لم يترك أمرًا إلا وعلم الأمة كيف تتعامل معه، ومن ذلك بالتأكيد النوم.

فعن الإمام علي رضي الله عنه، أن فاطمة رضي الله عنه اشتكت ما تلقى من أثر الرحى، فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم سبي فانطلقت فلم تجده، فوجدت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فأخبرتها، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة رضي الله عنها بمجيء فاطمة، فجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلينا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت لأقوم فقال:

(على مكانكما)، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري وقال: (ألا أعلمكما خيرًا مما سألتماني؟ إذا أخذتما مضاجعكما تكبران أربعًا وثلاثين، وتسبحان ثلاثًا وثلاثين، وتحمدان ثلاثًا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم».

نوما سباتا

وسط هموم الدنيا الآن، ترى كثيرًا من الناس يصعب عليهم النوم السبات، لكن مهما كانت الهموم، من يتبع سنة نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم، لا يمكن أن يشغله شيء آخر سوى الله عز وجل، ومن ثم سيأتيه النوم بكل راحة.

قال تعالى: «وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا » (النبأ: 9)، إذن السبات في النوم من الله عز وجل، فمن تبع أوامره وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم نام كأن لم يشعر بشيء البتة، ثم يصحوا وكأنه نام الدهر في راحة بال، فيكون في شدته وقوته ويستطيع أن يمارس كل مهامه في حينها وفورها دون أي مشقة


بحث مفصل



المقالات ذات صله