كيف أحبب زوجي بالصلاة

ما هو واجبكِ تجاه زوجكِ المتساهل بالصلاة؟ قد تعانين من مشكلة عدم التزام زوجكِ بالصلاة وتساهله الشديد بها، وهنا تأتي مسؤوليتك ويأتي دوركِ لحلّ هذه المشكلة الكبيرة، ويتمحور دوركِ عزيزتي الزوجة حول أمر زوجكِ بالمعروف ونهيه عن المنكر، والمعروف هنا حثّه على الالتزام بالصلاة؛

 فأنتِ في الإسلام راعية لبيتكِ ومسؤولة عن رعيّتكِ الذين هم زوجكِ وأبناؤكِ، وزوجكِ هو واحدٌ من هذه الرعية الذي يتوجب عليكِ أن تؤدّي مسؤوليتكِ تجاهه، إذ قال الله عزّ وجلّ في كتابه الكريم: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 71].

 إذا وجدتِ عزيزتي الزوجة صعوبةً في نصح زوجكِ وعدم استجابته لأمركِ له بالمعروف ونهيكِ له عن المنكر، فإن عليكِ أن تصبري على نصحكِ له ولا تيأسي وتفقدي أملكِ منه بسهولة، فتعمُّد ترك الصلاة سبب من أسباب تكفير المسلم، والأمر جلَل وليس بالأمر البسيط الذي بإمكانكِ أن تغُضّي الطرف عنه،

 بالإضافة إلى ذلك فإنكِ تؤجرين على كرهكِ وبغضكِ لما يفعله، حتى أنكِ تؤجرين على بغضكِ لزوجكِ على فعله هذا، وإذا وجدتِ منه الإعراض المستمرّ عن الإنصات لنصحكِ والعمل به والعودة للصلاة، فإن عليكِ هجره وتركه والذهاب إلى بيت أهله؛ فتارك الصلاة كافر، والخوف من أن تعيشي مع زوج كافر عظيم،

 لذلك اعتزليه أنتِ وأبناءكِ ولا ترجعي له حتّى يعود للصلاة[١] كيف تُحبّبين زوجكِ بالصلاة؟ قد تشتكي الكثير من النساء من عدم القدرة على إيجاد طريقة جيدة لنصح الزوج للرجوع للصلاة، وعدم القدرة على التعامل مع زوجها المُعرض عن الصلاة، وإذا كنتِ من هؤلاء النساء فإن عليكِ أن تستخدمي الأسلوب المناسب لتُحبّبيه بها، ولتستطيعي جذبه وإيجاد القبول لديه في ردّه على أسلوبكِ فإن عليكِ أن تستخدمي الأسلوب الليّن في نصحه،

 وعليكِ أن تكوني هادئةً وغير انفعالية، كما عليكِ أن تختاري الكلمات المناسبة التي يكون لها الوقع الأكبر عليه، ولتجعلي كلماتكِ هيّنةً لينةً عليه، لا قاسيةً ومؤذيةً أو مُنفّرةً، وذكّريه بكلماتٍ جميلةٍ بأهمية الصلاة في الإسلام، وذكّريه بالموت الذي يأتي على غفلة ويأخذ كل ابنِ اَدم في هذه الدنيا، 

وكوني قريبةً منه ولا تجعليه يرى الضجر الذين تشعرين به تجاهه، بل أشعريه أنكِ سعيدة وقادرة على إسعاده، واجعلي البسمة دائمًا على مُحيّاكِ. الأمر المهمّ جدًا هو أن عليكِ أن تكوني القدوة لزوجكِ في الصلاة كونكِ الناصحة له، وذلك من خلال محافظتكِ على أداء الصلاة في وقتها ليقتدي هو بكِ، 

وذكّريه دومًا بأدائها بأسلوب لطيف، ويسّري له كلّ الظروف لذلك، ومن الممكن أن تلجئي لطلب المساعدة من أي أحد من الأقارب أو الأصدقاء المحافظين على الصلاة ليقدّموا لزوجكِ النصح ويذكّروه بأهميتها، فلعلّ تأثيرهم عليه يكون إيجابيًا ويستجيب لهم، وأكثري من سماع القراَن في بيتكِ فهو مبعث للطمأنينة وهدوء البال الذي قد يكون سببًا لتليينه وإعادته لأدائها،

 ومن الممكن عزيزتي المرأة أن تستغلّي الحب الذي يكنّه لكِ ليكون وسيلةً لإرجاعه لأداء الصلاة، كما يمكنكِ استخدام أسلوبكِ الأنثوي الذي يجذبه ويجعله يستمع لنصحكِ إذا لزم الأمر، كما عليكِ الإكثار من الاستغفار لعلّ الله يفرّج همكِ ويهدي زوجكِ،

 والمراد من كلّ ذلك هو أن عليكِ أن لا تيأسي واستخدمي كل الوسائل المتاحة أمامكِ لتكسبيه وتعيديه إلى الصواب[٢]. من حياتكِ لكِ كلّ ما ورد في الكتاب والسنة يؤكد أن الصلاة هي ثاني أهمّ أركان الإسلام بعد الشهادتين، وأنها عمود الدين الذي لا يقوم دونها؛ فدين المرء يسقط إذا لم تقُم صلاته،

 وقد تحدث الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن فضل أداء الصلاة في الكثير من السور والاَيات، ومنها قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]، كما قال عزّ وجلّ: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43]، كما أكّد الله سبحانه وتعالى عن أن المرء لا يكون أخًا للمسلم في الدين إلّا إذا أقام الصلاة، 

وظهر ذلك جليًّا من خلال قوله تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11]. كما ذكر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في سنته الكثير من الإشارات والدلائل على أهمية وضرورة الصلاة لصلاح إسلام الفرد، ومن هذه الأحاديث قوله عليه السلاة والسلام: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله) [أعلام الموقعين| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، كما قال صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، 

فمن تركها فقد كفر) [خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب]، وهذا الحديث وما ورد من غيره من الأحاديث وجميع الاَيات القراَنية التي تحدّثت عن أهمية الصلاة، إنما تُشير إلى وجوب الصلاة وأن تركها باب من أبواب الكفر؛ إذ إن من ترك الصلاة يُعدّ كافرًا، 

وقد أجمع أهل العلم على أن ترك الصلاة كفر أكبر، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الباب أيضًا (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وما يمكنكِ استنتاجه من هذه الأدلة وغيرها من الأدلة الواردة في الكتاب والسنة،

 هو أن تارك الصلاة يُعدّ كافرًا لما تقتضيه الأدلة من توضيحات، ولهذا فإن عليكِ أن تعلمي أنه في حال تزوجتِ رجلًا لا يصلّي أو أن زوجكِ ترك أداء الصلاة فإن نكاحكِ وزواجكِ منه يُعدّ باطلًا، كونه كافر بترك صلاته، والعكس كذلك في حال تزوج الرجل المسلم من امرأة لا تصلّي أو أنها تركت الصلاة فإن عقد الزواج باطل لأنها تُعدّ كافرةً لعدم أدائها للصلاة[٣]




المقالات ذات صله