مغربية تتحدى كورونا بجولة بدراجة هوائية


مصر وجهتها الأولى.. مغربية تتحدى كورونا بجولة بدراجة هوائية عبر إفريقيا "صور"

الرحالة المغربية فى مصر

شهدت الأشهر الماضية تجارب متعددة لتحدى قيود جائحة فيروس كورونا المستجد التى فرضتها على السفر والتجول بمختلف دول العالم، والتى تمثلت أبرزها فى السفر لمسافات طويلة عابرة لحدود الدول والقارات، وفى هذا الصدد، قررت السابة المغربية نورا إيفا، خوض تحد كبير على ذات النحو مثل أقرانها من الدول الأخرى، وهو التحدى الذى نجحت فيه بالانطلاق بحرية نحو بلاد بعيدة لم تزورها من قبل، وذلك فى ظل جائحة كورونا.

وقطعت الشابة المغربية آلاف الكيلومترات على متن دراجتها الهوائية التى عبرت بها حدود عدة دول فى القارة الإفريقية خلال العام 2020، وتقول الشابة المغربية، التى لا تحب الرتابة والروتين فى حياتها، فى حديثها لموقع "سكاى نيوز" عربية، إن حلم الخروج من منطقة الراحة والاختفاء فجأة ولو لحين ظل يراودها لمدة أربع سنوات.

نورا إيفا توثق رحلتها بالصور

وتزامن قرار نورا بتحقيق حلمها مع انتشار وباء كورونا فى مختلف أنحاء العالم، الأمر الذى ترتب عليه اتخاذ الدول كافة اجراءات احترازية مشددة للحد من تفشى الجائحة، لكن كل هذه الإجراءات لم تنل من عزيمتها، واتخذت نورا قرارها، فطلبت من عملها إجازة، واستقلت دراجتها الهوائية لتنطلق فى رحلتها الطويلة الشيقة.

ورغم المؤشرات المخيفة لانتشار وباء كورونا مطلع عام 2020، خاضت نورا تجربتها المثيرة، وكانت مصر قِبلتها الأولى، ومنها انطلقت رحلتها إلى أقصى نقطة فى القارة الإفريقية، وهى رأس أقولاس بجنوب إفريقيا.

وتروى الشابة الثلاثينية، تفاصيل رحلتها العابرة لحدود القارة الإفريقية بواسطة الدراجة الهوائية، التى قطعت خلالها 3000 كيلومتر، وعبرت فيها كلًا من مصر والسودان ثم إثيوبيا، إلى أن وصلت العاصمة أديس أبابا، فتزامن ذلك مع مزيد من تطبيق الإغلاقات وتعليق الرحلات الجوية.

نورا إيفا تحصل على قسط من الراحلة

وتقول نورا: "آنذاك، شعرت بأننى الرحالة الأسوأ حظًا، فقد تركت عملى وأهلى ومنطقة راحتى لأقوم بهذه الرحلة لأجد نفسى عالقة ببلد يعانى من أزمات داخلية"، وتابعت "تطلب أمر السفر هذا مجهودا نفسيا أكثر منه بدنيًا، فإقناع نفسى أولا أننى سأبدأ رحلة نحو المجهول بدراجة هوائية عابرة الصحارى والغابات الإفريقية كان أصعب من إقناع والدى بقرار سفرى."

وظلت الشابة المغربية عالقة لمدة ستة أشهر فى إثيوبيا بالعاصمة أديس أبابا، حيث قضت أول أيامها عند بعض الأصدقاء، قبل أن تتكفل السفارة المغربية بمصاريف الفندق الذى أقامت فيه حتى أواخر شهر يوليو 2020، رفقة مغاربة آخرين كانوا عالقين هناك أيضًا.

ولسوء حظها أصيبت نورا بفيروس كورونا، واضطرت حينها إلى الرجوع للمغرب فى رحلة جوية، وقالت: "لقد حال الفيروس بينى وبين تحقيقى لحلم إتمام جولتى بباقى الدول الإفريقية".

نورا إيفا خلال تجولها في الريف المصري تحت تأمين الشرطة

وأشارت الشابة المغربية إلى الاستقبال الطيب الذى لاقته من الشرطة المصرية، التى كانت ترافقها وتُيسر لها سفرها فى الريف والقرى، ومن بين الطرائف التى تتذكرها نورا، أن سكان صعيد مصر كانوا ينظرون إليها بذهول، لأنها كانت مرافقة من الشرطة التى تؤَمن سفرها، وتوفر لها الحماية ليل نهار، كأنها مسؤولة كبيرة فى البلاد.

وتضيف: "لقد كان هناك شرطى يقوم أيضا بمهمة مرشد.. وعندما وصلنا إلى مسقط رأسه، كان فى كل مرة يتوقف، ليحدثنى عن أهم المرافق والأماكن بالبلدة، كما دعانى للإفطار عند أقاربه الذين أكرموا ضيافتى."

ولفتت إلى أنها ذات يوم خلال رحلتها بالسودان، وكان قد نال منها التعب، فاستقرت بجوار شجرة لتتناول بعض الطعام، وحينها، اقترب منها شاب سودانى ظريف وسألها إن كانت تحتاج للمساعدة، كما أحضر لها طعاما لذيذا من بيته، وأضافت أنها تلقت عرضا للزواج من شاب سودانى، التقته أثناء تواجدها بالخرطوم، وقالت إن "الناس فى السودان كانوا غاية فى الطيبة والكرم، ولم يبخلوا عليها بالإرشادات والمؤونة".

نورا إيفا فى جولتها الإفريقية بالدراجة الهوائية

زارت نورا، ثلاث دول هى مصر والسودان وإثيوبيا، خلال مدة شهرين ونصف قطعت خلالها 3000 كيلومتر على متن دراجتها الهوائية، وبعد عودتها إلى المغرب، ورغم صعوبة التنقل بسبب الاجراءات الاحترازية، انطلقت الشابة فى رحلة أخرى بمناسبة اليوم العالمى لحقوق المرأة.

وقالت: "قطعت مسافة 1911 كيلومترا لتخليد السنة التى احتفل فيها العالم لأول مرة بهذه المناسبة، كما أنها هدية للمرأة المغربية التى تكافح من أجل الحصول على كامل حقوقها."

نورا تدعو لزيارة إفريقيا واكتشاف كنوزها

وأحبت نورا جولتها بالدول الإفريقية كثيرا، كما تقول، "رحلتى فى إفريقيا كانت رحلة تحديات.. كل يوم هو يوم تحد واكتشاف الذات.. كل يوم هناك مصاعب ومشاق الطريق، فبعض الأطفال الأشقياء الذين رمونى بالحجارة، واللقاءات الجميلة وطيبة وكرم الشعوب، تنسيك كل ما سبق، فالتجربة ستبقى عالقة فالذهن للأبد."

وتنصح الشابة الثلاثينية بزيارة إفريقيا واكتشاف جمالها وتنوعها وشعوبها ولغاتها، التى تتشابه كلها فى الكرم والضيافة، وتابعت: "إفريقيا ليست بها فقط حيوانات متوحشة نشاهدها على التلفاز أو أوبئة وحروب أهلية، فهذه صورة نمطية لا تمت للحقيقة بصلة، ولهذا فإننى أدعو الجميع إلى السفر إليها."



مزيد من الصور




المقالات ذات صله