متى تغار الأمهات من بناتهن المراهقات

متى تغار الأمهات من بناتهن المراهقات؟


غيرتك قد تسبب لها الاكتئاب وأمراضًا نفسية جسمية



بأمومة فياضة وحب جميل تسعد الأم بطفولة ابنتها فتُدللها وتختار لها ملابسها، وتتبادل الأخيرة معها الحب، مُتجاوبة مع كل ما تطرحه عليها، وفجأة، وما إن تمر سنوات الطفولة وتبدأ سنوات المراهقة حتى تعلم الابنة أمها طريقة اللبس واختيار الموديلات، والتي تناسب سنها، والنتيجة: تجد الأم نفسها غير قادرة على استيعاب التطور في مجال الموضة كابنتها المراهقة، فينتابها شعور بالغيرة منها، فهل تغارين من ابنتك؟

طرحت جامعة «تيمبل يونيفيرسيتى» بولاية فيلادلفيا الأميركية إحصائية شملت أكثر من 100 أم و200 ابنة مراهقة، وتوصلت إلى أن 18% من هؤلاء الأمهات شعرن بالغيرة من بناتهن المراهقات، وعبرنّ عن ذلك بعدم قبول نصائحهن عند اختيار ملابسهن... فلمَ كل هذا؟

صدمة كبرى
ما إن تصل الفتاة إلى عتبة المراهقة وتشعر بنضجها كأنثى جميلة إلا وتبدأ في البحث عن الحب والاهتمام في عيون أهل بيتها، حسب رأي المستشارة الاجتماعية نجلاء محفوظ: منتظرة من أمها بالتحديد أن تلقي عليها كلمات المدح والإعجاب لصفاتها اللطيفة وملامحها الجميلة.

أما مشاعر الغيرة التي تنتاب الأم وتحسها المراهقة فهي صدمة مؤلمة للطرفين؛ فالأم هنا تحرم نفسها من إقامة علاقة طيبة سوية بابنتها وهي تكبر أمامها، وتسجن نفسها وبكامل إرادتها وراء قضبان المشاعر السلبية، وبهذا تدع ابنتها تعيش حالة من الحرمان العاطفي وسط بيتها وناسها.

«الماكياج» ولفافات الشعر
ومن واقع الحالات التي عايشتها نجلاء محفوظ فقد رأت أمًا تغار من ابنتها كلما رأتها تصفف شعرها أو تقف أمام المرآة، فقالت لها: «أنت لست جميلة»! وأحيانًا كانت تلقي بمستحضرات التجميل ولفافات الشعر بعيدًا!

وسمعت حكاية الأم التي أصرت على أن تشتري لنفسها مثل الملابس التي ابتاعتها لابنتها «العروس» التي تستعد للزواج!

الغيرة السلبية... والإيجابية
ترى خبيرة الأسرة الدكتورة، فاطمة الشناوي، الغيرة السلبية في:

1 - إن حرمت الأم ابنتها من فرحة الاستمتاع بحياتها مثلما حدث لها في مراهقتها، وتعاملت معها بقسوة وحزم وشدة.

2 -إن لم تفتح قلبها وعقلها لتكاشفها ابنتها فيما تفكر وما تحسه من مشاعر متباينة غريبة، فتعطيها الحكمة وخبرة السنين.

3 - إن لم تبحث الأم في الكتب والمواقع الإلكترونية عن مفهوم المراهقة وعلاماتها، والأفضل والممنوع وسبل التعامل.

الغيرة الإيجابية:
1 -إن تعاملت مع ابنتك بعاطفة أمومتك الفطرية، وأغدقت عليها حبك وحنانك.

2 -إن تخيرت بعضًا من صفاتها الإنسانية الجميلة، أو ملامح وجهها الرقيقة، ومدحتها بعبارات محببة -دون مبالغة- بدلاً من أن تتلهف على سماعها من أول طارق على باب أنوثتها.

3 - حين تتقاربين مع أفكارها الغريبة، وتجاربها الحياتية البسيطة، وتشاركينها الهواية، فتعطينها المفيد والممتع في الحياة والحب والصداقة.

4- حينما تتعاملين معها برقة وقتما تحدثك عن إحساسها العاطفي، وتتصرفين بحزم وعقلانية إن رأيتها تقترب من الوقوع فيما لا يليق.

لماذا... ومتى تغار الأمهات؟
وتعترض نجلاء محفوظ على الإحصائية الأميركية حيثُ تقول: لا نستطيع بحال من الأحوال أن نعتبر 18% من الأمهات اللاتي يشعرن بالغيرة من بناتهن ظاهرة عامة؛ فلا يزال الأمر يقتصر على حالات فردية، وأن تغار الأم من ابنتها هذا يرجع إلى عدة أسباب.

* حالة الأب الذي يدلل ابنته بشكل مبالغ فيه، هنا تحس الأم وكأن الابنة زوجة ثانية تنافسها!

* أن تكون الأم ضعيفة الشخصية، لا تثق بنفسها، محرومة من الحنان وحب والديها لها في الصغر!

* إذا أحست بعدم القدرة على مجاراة ابنتها في جمالها وتتبعها لتطورات العصر.

* لجهلها بأساليب التربية الصحيحة، وعدم إدراكها لأصول العلاقة بين الأم والابنة المراهقة بالتحديد، وأن يغلب عليها الشكل المرضي.

نصائح مهمة للأم:
تضعها لنا أستاذة علم الاجتماع الدكتورة هناء المرصفي، بجامعة عين شمس.

1- متعي عينيك بمتابعة تطورات مراهقتها، وأشعريها بحبك وحنانك عليها قبل أن تمارسي سلطة أمومتك.

2- اجعلي عقلك سيد الموقف أمام كل ما تقوله وتفعله ابنتك المراهقة، وهنا يستحيل الإحساس بالغيرة منها.

3- قسوة معاملة أمك لك وأنت صغيرة لا يبرر أي شعور سلبي تجاه ابنتك، فتخلصي من هذه الفكرة.

4- كوني قدوة لها، واكسبي صداقتها، ولا تعامليها بندية.

5- دربي نفسك على ابتكار علاقة متوازنة بينكما؛ فلا قسوة مفرطة، ولا متابعة دقيقة لكل ما تقول وتفعل، ولا لين وطيبة زائدة تصل لحد الضعف.

6- احذري فكرة أن جمالك يتراجع أمام ما تتمتع به ابنتك من جمال وحيوية ومعرفة.

7- اتبعي معها منهج المصارحة والمكاشفة، فتعطيك أسرارها وتحكي لك عن مشاكلها.

8- غيرتك قد تسبب لها الاكتئاب، وأمراضًا نفسية جسمية، مثل: الربو، أمراض جلدية، توتر مستمر... وربما بحثت عن أم بديلة لها.

9- لا تجهدي مشاعرك في الجري وراء مستحدثات الموضة، ولا تطلبي من ابنتك المزيد، فملابسك وما ترتدينه أمر يخصك وحدك.

وللابنة نقول:
* فكري بفارق السن بينك وبين والدتك، وما يتبع هذا من تغيرات شكلية وهرمونية أصابتها؟ فلا تستفزيها بعبارات تُذكرها بعمرها.

* اعلمي أن الحرية التي تتمتعين بها تفوق ما كانت تحصل عليه أمك في نفس عمرك.

* لا تتصوري أن أي تصرف معاكس منها أو انفعال أو كلمة عتاب يعني إحساسًا بالغيرة من جانبها.

* عليك أن تدركي أنها هي أكثر من يتمنى لك الخير والسعادة والتوفيق.

* لكل مرحلة عمرية عالمها الخاص، فما يليق عليك من ملبس وإكسسوارات كفتاة وشابة مقبلة على مرحلة الثانوي والجامعة لا يتناسب وعمر آخر.




المقالات ذات صله