شجار الأولاد.إلى متى؟

إن الشجارات اليومية بين الأولاد توتر الأهل كثيرا بل وتوتر جو البيت بشكل عام ولكن من المهم أن يفهم الأب والأم بأن الشجارات أمر طبيعي جدا بين الأخوة ما دامت هذه الشجارات في نطاق المعقول وبدون ضرب أو إيذاء نفسي وجسدي،

كما أن هذه الشجارات هي فرصة لتعليم الأطفال كيفية تقبل الاخر وحل المشاكل بالطريقة الصحيحة لذلك لا تقلقوا من وجود بعض المناكفات والشجارات اليومية العادية التي تتم بين جميع اطفال العالم، ولكن عندما يتطور الشجار ليتحول الى ضرب وسلوكيات غير لائقة يجب التدخل من قبل الاهل ولكن بمهارة، إليك بعض المهارات التربوية لفض الشجار بين الاولاد:

يجب أن نبحث عن الأسباب خلف سلوك الشجار، ثم نبدأ بعلاج هذه المشكلة والتي في الغالب تكون بسبب تفرقة الاهل بين الاخوة، ونساعد الأطفال على تقبل خلافهم ومشاكلهم وحلها باحترام وأدب والأهم من ذلك زرع محبتهم في قلوب بعضهم،

ومن ضمن الأسباب التي تسبب الشجار هو الغيرة بين الأطفال لأسباب كثيرة كتفرقة الاهل في المعاملة بين الاولاد أو اجبار الأخ الاكبر أن يتنازل عن حقه للأصغر بحجة أنه صغير ولا يفهم، كما أن تنافس الأولاد على المقتنيات يعتبر سبب آخر من المشاجرات لذلك على الاهل أن يعدلوا في توزيع الألعاب ووضع قوانين واضحة لتنظيم اللعب بالألعاب المشتركة.

أيضا الشجار الدائم بين الأب والأم ووجود جو من التوتر والقلق الدائمين يجعلان البيت مشحونا ويؤثر على الأولاد، كما أن الفراغ وعدم قدرة الطفل على الحركة بسبب ضيق المنازل يجعل من المكان بيئة مشجعة على الشجار، وهنا واجب الأهل أن يشغلوا وقت أولادهم ويخصصوا بعض الوقت يقضوه خارج المنزل في أماكن مفتوحة ليفرغوا طاقتهم

ومن الأخطاء التي يقع فيها الأهل ضرب الأهل للطفل سواء وقت الشجار أو في مجمل التربية مما يجعل الطفل يفكر بأنها الطريقة الصحيحة للتعامل مع المخطىء، كما أن حكم الأهل لأحد الأطراف بدون مشاهدة ما حدث هو ظلم أو الحكم لأحدهم لكونه أقوى حجة أو لانه يبكي أو لانه الأصغر سنا كل هذه الأخطاء تزيد المشكلة تعقيدا


إذا ماهي الطريقة الصحيحة لحل الشجار ؟
أولا : على الاهل أن يعلموا ويدربوا أولادهم على مهارات حل المشكلات فهم لن يعرفوها بالفطرة، فهو بذلك يصبح مستعدا لمشاكل الحياة واعيا بذاته مستقلا بنفسه ليس غضا طريا خائفا متنازلا عن حقه بسبب ضعفه
ولا قويا ظالما يأخذ ما يريد دون وجه حق، فمهمة الاهل تعليم الطفل المهارات وليس حل مشاكله عنه أو ابعاده عن أصدقائه، ويكون ذلك باستخدام بعض الجمل مثل “عندما تريد اللعبه من أخيك أطلبها منه ولا تأخذها بدون أذن “
أو “هذه لعبتك إن أحببت شاركتها مع أصدقائك..لك الخيار”
“ما أجمل ان نتشارك مع أخوتنا في الألعاب سويا “
“من حقك أن تأخذ ألعابك من أصدقائك ولكن بدون ضرب أو صراخ بصوت عالي “

ثانيا : على الأهل أن يتقبلوا فكرة بأن الشجار طبيعي وصحي ولا بد منه ولكن بنفس الوقت عليهم اسثماره بالطريقة الصحيحة بدون أن نضر بنفسيات الأبناء وثقتهم بأنفسهم.

ثالثا : ضرورة وضع قوانين داخل البيت
مثلا (ممنوع الضرب، ممنوع الكلام البذيء، ممنوع الصراخ )، ووضع العواقب لمن يتجاوز هذه الحدود مع الجدية والحزم وعدم التساهل في هذه النقطة

رابعا :المدح الوصفي :

على الأهل أن يقتنصوا قنتاص أي فرصة والأطفال في حالة هدوء وسلام وانسجام مع بعضهم ومدحهم وتشجسعهم على ذلك عليه مثلا: “ماشاء الله لاحظت أنكم تلعبون مع بعضكم بهدوء ” أو “هنيئا لي بأولادي فهم يحسنون التصرف ويلعبون بدون ضرب” أو “كم أنا سعيدة لأنك سيطرت على أعصابك عندما أخذ اخوك اللعبة “

خامسا: حصلت المشكلة ما هو التصرف الصحيح من قبل الاهل؟ على الأهل الاستماع وفقط الاستماع للأولاد ووصف ما يحصل معهم بدون إطلاق أي أحكام مثلا “أرى أنكم اختلفتم على اللعبة الفلانية” أو ” ألاحظ أنك منزعج من أخيك ” أو “ما رأيكما كيف ستحلا هذه المشكلة” أو “نادي أخوك لنسمع منه ما حصل ونسمع اقتراحكما للحل”

ومن الأمور المهمة لتثمر هذه المهارات أن يعي الأهل أن عليهم ألا يتدخلوا أبدا أبدا في حل مشكلات أبنائهم وإعطائهم الثقة على أنهم سيصلون إلى حل مشترك يرضي جميع الأطراف، ويحاولوا أن يجعلوا الود والحب عامر في قلوبهم لأن القلوب إذا تحابت سهل حل المشكلات وتقبل أخطاء الآخر.




المقالات ذات صله