انتهى الأمر...أًصبح لدى باريس فريقاً عملاقاً

فأبراموفيتش، الشيخ منصور، بيرلسكوني وغيرهم مرتبطون بأعمال كثيرة خارج نطاق عالم الكرة، وأي مبلغ يضعونه في فرقهم سيحسبون حسابه كثيراً ولن يقبلوا بهامشٍ كبيرٍ من الخسارة حتى ولو كانوا متيَمين بأنديتهم، وهو ما ظهر جليَاً عندما مرَ أبراموفيتش ببعض المراحل التي تراجعت بها أعماله فبدأ يقلّص من صرفه على البلوز، ويظهر حالياً بشكلٍ أكبر مع بيرلوسكوني، ومرجح للحصول بحالة أي اهتزاز بالوضع المادي لأعمال الشيخ منصور، أما بحالة المؤسسة القطرية وبحكم أنها مؤسسة رعائية أكثر من ما هي مؤسسة تجارية وهدفها الأساسي نشر إسم قطر بالعالم، فهامش الصرف من الأموال المتوافرة أكبر بكثير، خصوصاً في ظل الدعم غير المحدود من السلطات القطرية وهو ما يجعلها قادرة على تعويض فارق عنصر الجذب بين الدوري الفرنسي وكبريات الدوريات الأوروبية.

الأموال أدَت دورها ولكن التصرف السليم هو من سرَع بعملية البناءكما ذكرنا سابقاً فالاموال تشكّل الركيزة الأبرز لتألق معظم نوادي كرة القدم العالمية، وبمجرد تواجد هذه الكمية الرهيبة من السيولة لدى النادي الفرنسي سيعني بأن السان جيرمان في طريقهم عاجلاً أو آجلاً لبناء فريق على أعلى مستوى، لكن سرعة البناء كانت بالفعل مميزة، وأهم الأسباب التي أدَت إلى هذا الأمر كانت حكمة الإدارة وتصرفها السليم إن كان على الصعيد الإداري، الفني أو لطريقة انتداب العناصر.

التعاقد مع ليوناردو وأنشيلوتي كان ضربة معلم:

الدوري الفرنسي ليس لا البريمييرليج ولا السيري آ أو الليجا، ولا حتى البوندسليجا، واهتمام النجوم به قبل ظهور باريس سان جيرمان كان قليلاً وقليلاً جداً، لذا فعملية البناء كانت بالطبع ستكون أصعب من ما تمَ في تشيلسي أو مانشستر سيتي، ومن هنا كان لا بد للنادي الفرنسي من البدء بضخ القوة، الأسماء الرنانة والصداقة في إدارة النادي من أجل اقناع الجميع بجدية ما يريد الفرق بنائه.ومن هنا بالذات كانت أهمية التعاقد مع ليوناردو ومن بعده أنشيلوتي، فالإثنين يعتبران من أكبر الأسماء العالمية في مركزيهما(مدير رياضي ومدير فني)، ويمتلكان رصيد كبير من المصداقية والشهرة وهو ما ساعد إدارة النادي وسيساعدها في المستقبل على اقناع كبار اللاعبين بقوّة ومصداقية مشروع النادي المستقبلي، وهو ما أدى في الصيف الماضي إلى التوقيع مع أسماء بحجم باستوري ومينيز، والآن الانقضاض على لاعبينن من قيمة لافيدذي، سيلفا وزلاتان.

والثنائي(لينواردو وأنشيلوتي) عرف بالضبط من أين وكيف تؤكل الكتف، فبدأ ليوناردو الانقضاض على نجوم الأندية الصغرى والمتوسطة المتهالكة إقتصادياً في إيطاليا، ومن ثم أكمل مع أنشيلوتي المشروع بالبدء باستهداف أكبر النجوم بعد أن بنى الأساس الصلب للفريق، فالاموال لوحدها لم تكن لتأتيه بسيلفا، لافيدزي أو زلاتان لولا وجود فريق جيد وقادر على تقديم الفرصة لهؤلاء النجوم بالتألق والمنافسة حتى على دوري أبطال أوروبا.

باريس أصبحت قريبة جداً من تكوين فريق يقارع أكبر الكبار:

الآن مرَ الصعب ولم يبقى إلا وضع اللمسات الأخير على تشكيلة باريس سان جيرمان لتصبح بالفعل تشكّل فريقاً عالمياً يقارع أعتى كبار القارة الأوروبية، فبنظرة سريعة جداً على مختلف صفوف النادي سيتضح لنا قوة وصلابة جميع صفوف الفريق.فمن حارس المرمى الإيطالي المميز سيريكو، إلى قلوب الدفاع الصلبة جداً مع الرائع ثياجو سيلفا، يعاونه كلٌ من أليكس الخبير أو الفرنسي ساخو الذي يتوقع له جميع المراقبين مستقبل كبير جداً على رغم الإصابة التي تعرض لها بمنتصف الموسم الماضي والتي أدت إلى تراجع نسبي في مستواه في نهاية الموسم، وحتى الأظهرة ليست سيئة بالمرة مع تواجد الفرنسي جاليه على الجانب الأيمن ولاعب الإنتر وبرشا السابق ماكسويل على الرواق الأيسر.

وننتقل إلى منتصف الملعب الذي يتواجد الإيطالي الدولي تياجو موتا، ولاعب ارتكاز اليوفي السابقاً الصلب جداً سيسوكو ومعهما الفرنسي ماتويدي، وأمامهم الرائع باستوري وحتى الأجنحة الطائرة نيني ومينيز، فجميع هؤلاء يعطون أنشيلوتي العديد من الخيارات المميزة التي ستسمح له الكثير من المرونة التكتيكية والقدرة على تطبق المداورة الإيجابية بين لاعبي متوسط ميدانه بأفضل طريقة ممكنة.
أما الخط الهجومي للنادي الباريسي سيصبح هذا الموسم أحد أبرز نقاط قوة الفريق بعد ان تم تدعيمه بالأرجينتيني الرائع لافيدزي والآن الحصول على الكبير والكبير جداً زلاتان إبراهاموفيتش من التوقيع على كشوفات النادي الفرنسي العاصمي، بالإضافة طبعاً إلى وجود الهداف الفرنسي الدولي جاميرو كخيار جاهز دائماً لتقديم الدعم أو التغطية على غياب هذا الثنائي.

فكل هذه الأمور تضع باريس سان جيرمان على بعد تدعيمات قليلة فقط بالإضافة إلى بعض الوقت الذي سيتكفل بصهر جميع مكونات النادي تحت راية المدرب الفذ أنشيلوتي، من أجل أن يصبح بالفعل لباريس نادي على مستوى عالي وعالي جداً، مما سيضع العاصمة الفرنسية كتفاً على كتف إلى جانب مدن مثل ميلانو، مدريد، برشلونة، مانشستر، ليفربول، تورينو، لندن وميونيخ كإحدى أهم مراكز الثقل في كرة القدم العالمية بزمننا الحالي.


بحث مفصل



المقالات ذات صله