تحسين النوم يقوي جهازكِ المناعي



هل تعلمين أن قلة النوم تعرضكِ للمرض؟ عند قضائكِ ليلةً كاملةً وأنتِ مستيقظة؛ فإنكِ ستشعرين بالتعب في اليوم التالي، كما أن هناك آثار صحية طويلة الأمد لقلة النوم؛ إذ أنّها تستنزف قدراتكِ العقلية، وتعرض صحتكِ البدنية للخطر، كما ربط العلماء قلة النوم بجميع أنواع المشاكل الصحية،

 بما في ذلك زيادة الوزن وضعف جهاز المناعة، فجسمكِ يحتاج إلى النوم كحاجته إلى الهواء والطعام ليؤدي وظائفه بأفضل طريقة، فأثناء النوم يُعيد الجسم توازنه الكيميائي، ويُشكل الدماغ اتصالاتٍ جديدةً، وعند عدم حصولكِ على قسطٍ كافٍ من النوم لن يعمل الدماغ وأجهزة الجسم بطريقة طبيعية،

 مما يؤثر سلبًا على نوعية حياتكِ[١]. كيف يزيد النوم من مناعتكِ؟ من الضروري الحصول على قدر كافٍ من النوم ليلًا للحفاظ على صحة الجسم والأداء السليم لأجزائه، فقد أوجدت إحدى الدراسات وجود آلية تربط النوم بوظيفة الجهاز المناعي[٢]،

 إذ وجد الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة أن النوم الجيد ليلًا قد يعزز فعالية بعض الخلايا المناعية المتخصصة، والتي تُعرف بالخلايا التائية، وهذه الخلايا تسهم في الاستجابة المناعية للجسم عندما يدخل إلى جهاز المناعة جسم غريب قد يكون ضارًا، إذ تتعرف الخلايا التائية على مسببات الأمراض،

 ثم تفعل الإنتجرين -وهو بروتين يسمح للخلايا التائية بالالتصاق بأهدافها ومعالجتها-، أخذ الباحثون خلايا تائيةً من بعض المتطوعين الذين ناموا، ومن متطوعين آخرين ظلوا مستيقظين، وبعد تحليل هذه العينات، وجد الباحثون أن الخلايا التائية للأشخاص الذين ناموا لديهم مستويات أعلى من تنشيط الإنتجرين مقارنةً مع الخلايا المأخوذة من الأشخاص الذين لم يناموا، 

وهذا يُشير إلى تأثير النوم الإيجابي على الأداء الصحيح للخلايا التائية كجزء من الاستجابة المناعية للجسم[٣]. ما هي شروط النوم الصحية؟ يُعدّ الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم من أهم شروط النوم الصحية، ويكون ذلك باتباع الإرشادات الموصى بها للفئة العمرية، وهي للبالغين الذين تتراوح أعمارهم من 18 إلى 64 عامًا من7 إلى 9 ساعات، 

وتوجد مجموعة من الطرق التي تساعد في الحصول على نوم صحي، بما في ذلك[٤][١]: تقليل مدة القيلولة أثناء النهار، أو تجنبها تمامًا. الالتزام بأوقات النوم والاستيقاظ المعتادة عليه حتى خلال عطلة نهاية الأسبوع والإجازات. الحرص على قضاء ساعة قبل النوم في ممارسة أنشطة تساعد على الاسترخاء؛ كالاستحمام،

 أو التأمل، أو القراءة. تجنب الوجبات الدسمة قبل النوم بساعتين. عدم استهلاك الكافيين بعد الظهيرة. تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية مباشرةً قبل النوم. توفير بيئة مريحة للنوم، ويتمثل ذلك بغرفة مظلمة وهادئة وذات درجة حرارة معتدلة. السيطرة على المخاوف والقلق، 

وقد يساعد في ذلك تدوين ما يدور في الذهن على ورقة قبل النوم. تجنُّب النوم مع الشعور بالجوع. الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام، مع الحرص على عدم ممارستها في ساعات المساء عند اقتراب وقت النوم. استشارة الطبيب عند الاستمرار بمواجهة مشاكل في النوم ليلًا والشعور بالتعب أثناء النهار؛ 

فبإمكانه معرفة الحالات المرضية الأساسية التي قد تعيق النوم. كيف تؤثر قلة النوم على صحتكِ؟ قد تؤثر قلة النوم على جهازكِ المناعي، فالأفراد الذين لا يحصلون على قدرٍ كافٍ من النوم يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالمرض بعد تعرضهم للفيروسات، بالإضافة إلى أن قلة النوم تؤثر أيضًا على سرعة التعافي من المرض، 

فأثناء النوم، يطلق جهازكِ المناعي بروتينات تعرف باسم السيتوكينات، بعض هذه السيتوكينات يُعزّز النوم، ويحتاج الجسم إلى زيادة السيتوكينات عند الإصابة بعدوى أو التهاب، أو عند التعرض للضغط والتوتر، لكنّ قلة نومكِ تُقلّل من إنتاج هذه السيتوكينات، كما أنّ الأجسام المضادة والخلايا المقاومة للعدوى تقل خلال الفترات التي لا تحصلين فيها على قدرٍ كافٍ من النوم[٥]، 

كما تُؤثّر قلّة النوم أيضًا على ما يأتي من أجهزة جسمكِ: تأثير قلة النوم على الجهاز العصبي: فقلّة النوم تجعل عقلكِ منهكًا، وغير قادر على أداء واجباته؛ وسبب ذلك هو أن المسارات بين الخلايا العصبية تتكون أثناء النوم، وهذه المسارات تساعدكِ على تذكر المعلومات الجديدة التي تعرّفتِ عليها، كما قد يصبح من الصعب عليكِ التركيز أو تعلّم أشياء جديدة، وقد تتأخر الإشارات التي يرسلها الجسم؛ ممّا يقلل من تناسق حركاتكِ ويزيد من خطر تعرّضكِ للحوادث، وتؤثر قلة النوم سلبًا على حالتكِ العاطفية،

 وقد تصبحين أكثر عرضةً لتقلبات المزاج، وفي حال استمررت بعدم الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم لمدة طويلة؛ قد تبدأ لديك بعض الهلوسات -أي رؤية أو سماع أشياء غير موجودة-، ويمكن أن تؤدي قلة النوم أيضًا إلى مخاطر نفسية أخرى كالقلق، والتفكير بالانتحار، والاكتئاب، والسلوك المندفع. تأثير قلة النوم على صحة القلب: عامّةً ما يكون الأشخاص الذين لا يحصلون على قدرٍ كافٍ من النوم أكثر عرضةً للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ 

فالنوم يؤثر على العمليات التي تحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية لديكِ، بما في ذلك مستوى سكر الدم، وضغط الدم، كما أنه يلعب دورًا هامًا في قدرة جسمكِ على شفاء الأوعية الدموية والقلب وإصلاحها. تأثير قلة النوم على الغدد الصماء: إذ تؤثر قلة نومكِ على عمل الغدد الصماء أيضًا؛ 

نظرًا لاعتماد إنتاج الهرمونات على النوم، وقد يؤثر الاستيقاظ أثناء الليل على إنتاج الجسم لهرمون النمو، خاصةً لدى الأطفال والمراهقين، وبالنسبة للغدة النخامية، فإنها تطلق هرمونات النموّ باستمرار، لكنّ النوم وممارسة الرياضة كذلك يساعدان على تحفيز إفراز هذا الهرمون، 

وتُعدّ قلة نومكِ أيضًا عامل خطر لزيادة الوزن والسمنة؛ إذ يؤثر النوم على مستويات هرموني: لبتين وجريلين، اللذين يتحكمان في شعوركِ بالجوع والامتلاء، فهرمون اللبتين يخبر الدماغ باكتفائكِ من الطعام، لكنّ قلة النوم تتسبّب بتراجع اللبتين ورفع هرمون الجريلين -المحفز للشهية- وتدفع قلة النوم جسدكِ إلى إفراز مستويات أعلى من الإنسولين بعد تناول الطعام، والذي يتحكم في مستوى السكر في الدم، ويعزز ارتفاع مستوى هرمون الإنسولين تخزين الدهون لديكِ، ويزيد خطر إصابتكِ بمرض السكري من النوع الثاني[١].





المقالات ذات صله