كيف أنسى خيانة زوجي وأستمر في العلاقة معه؟

إن كنتِ قد تعرضتِ للخيانة مؤخراً، فلا شك أنكِ تعيشين حالة صدمة. الأدهى من ذلك أن لا بد أنكِ محتارة: هل تغفرين لزوجكِ أم تضعين حداً لعلاقتكِ معه؟
إرتفعت في الآونة الأخيرة معدلات الخيانة الزوجية وذلك لعدة أسباب، لعل أهمها انتشار وكثرة وسائل التواصل وخاصة الهواتف الذكية ومواقع التواصل الإجتماعي وغيرها. هذا الأمر أصبح يشكل تحدي كبير أمام النساء و الرجال الوفيين. فما بين سندان الصدمة والخيانة وما بين مطرقة عدم الرغبة في هدم بيت الزوجية تقبع المرأة حائرة وشبه محطمة من وقع الصدمة.

سواءً إخترتِ الغفران والإستمرار في حياتكِ الزوجية أو الانفصال والابتعاد فأثر الخيانة يظل واحداً. لكن، كيف يمكنك الاستمرار في العلاقة الزوجية بعد الخيانة؟ هذا ما سنكشف عنه.

أثر الخيانة على العلاقة الزوجية

تضر الخيانة الزوجية ضرراً بالغاً بالزواج وتسبب ألم عاطفي شديد لجميع الأطراف، خاصةً الطرف الذي كذب الآخر عليه. تختلف ردود أفعال الزوجات تجاه الخيانة، هناك من تختار الإبتعاد نهائياً وإنهاء الزواج وطلب الطلاق دون حتى التفكير في المصالحة. من الأكيد أن لا أحد منا يستطيع لومها على ذلك. هناك من تختار أن تغفر وتنسى وتحاول المضي قدماً لإصلاح الزواج رغبة في استمراره واضعة نصب عينيها مصلحة أطفالها. هنا أيضاً لا نستطيع الحكم عليها أو تخطيئها.

خطوات التعامل مع الخيانة الزوجية

للتعامل مع خيانة الزوج ننصحكِ أن تتبعي طريق التروي والتواصل والانفتاح وإعادة بناء الثقة والاحترام. لا تترددي ولا تخجلي أبداً في السعي لطلب المساعدة النفسية إن استدعى الأمر ذلك. أيضاً يمكنكِ إتباع الخطوات والنصائح التي يسعدنا إسداؤها لكِ.

التواصل مع الزوج
على عكس الشائع فإن معرفة الزوجة لمعلومات حول موضوع الخيانة والتواصل بصراحة مع الزوج من الممكن أن يكون هو بداية حل المشكلة، حيث أن معرفة بعض التفاصيل قد تساعد على الغفران والتعافي لدى بعض النساء. فالخيانة المترتبة عن نزوة عابرة لا تقارن بالخيانة المبنية والنابعة عن علاقة حب في السر أو المتكررة. لكن، إذا لم تكوني مستعدة نفسياً لمعرفة التفاصيل تغافلي عن هذا الجزء لسلامتكِ النفسية.

أخبري زوجك بكل ما يعتمل داخلكِ من حزن وغضب وأذى، أخبريه بقوة ووضوح بمشاعرك ولا تهابي شيء. بعد معرفة المعلومات الكافية عن موضوع الخيانة والتعبير عن مشاعركِ، اتركي المجال لزوجك ليتحدث فقد يكون له عذره أو قد يكون نادم ندماً شديداً ويشعر بالحزن والأسى لفعلته. حاولي الاستماع له وتفهمه قدر استطاعتكِ. قد يكون هذا الأمر نقطة بداية لبناء علاقتكما مرة أخرى.

التعقل مطلوب لكن، لا تكتمي بكائكِ وربما صراخكِ وشعوركِ بالألم فالتعبير عن الألم هو الخطوة الأولى للتخلص منه. خاصة تقبلي محاولات زوجكِ في إعادة بناء الثقة والتواصل وخصصا وقتاً لكما لمحاولة تجاوز الأمر.

بعد التواصل والتحدث عن أمر الخيانة وسماع كل منكما لما لدى الآخر من مشاعر يجب تجنب الحديث عن الأمر بشكل مستمر إذا كنتِ قد قررتِ نسيان الخيانة والمضي قدماً.

مستشاري العلاقات الزوجية والأخصائيين النفسيين
إذا قررتِ غفران الخيانة ومواصلة حياتكِ الزوجية، ربما لا تستطيعين فعل هذا بمفردكِ. يمكنكِ أنتِ وزوجكِ اللجوء لمستشاري العلاقات الزوجية والأسرية أو الأخصائيين النفسيين الذين بإمكانهم تقديم الدعم والمشورة لتصحيح مسار الزواج وإعادة بناء جدار من الثقة والتواصل ومساعدتكِ على الصفح والغفران والمضي قدماً.

بإمكان مستشاري العلاقات الزوجية والأسرية أو الأخصائيين النفسيين أن يمنحوكِ نصائح وتوصيات نفسية سليمة لتجاوز الأزمة. بعض الأطباء النفسيين قد يصفون بعض الأدوية مثل مضادات الإكتئاب وغيرها لتجاوز هذه الفترة العصيبة لكن أهم شيء هي النصائح الزوجية التي يمكنهم أن يعطوها إليكما.

الحصول على الدعم الإيجابي من الأهل والأصدقاء
اعلمي وأخبري أصدقائكِ وأفراد أسرتكِ والمقربون بشكل واضح وقاطع أنكِ تحاولين إنقاذ زواجك وغفران خيانة زوجكِ. هذا سوف يثني أي شخص عن الحديث عن الانتقام أو أي أفكار أخرى حول ما يجب القيام به. فأنت تبحثين عن الدعم الإيجابي لا شيء آخر.

يمكنكِ التحدث عن مشاعركِ والفضفضة مع أقرب أصدقائكِ أو أحد أفراد عائلتكِ ومناقشة ألمكِ وحزنكِ دون خوف من الحكم المسبق أو خيبة الأمل. ربما يساعدكِ الحديث مع رجل دين عن التسامح والغفران ومحاولة نسيان الخيانة وتجاوز الأمر.

قدمي الدعم لنفسك وذكري نفسك عن الأسباب التي قررتِ نسيان الخيانة بسببها مثل الأطفال أو سنوات من الذكريات السعيدة في الزواج أو غيرها من الأسباب. فسنوات من الحسنات من قبل زوجكِ لا يمكن أن يمحيها خطأ واحد من قبله بالرغم من فضاعته، ألا تتفقين معنا؟

حان الوقت لتهتمي بنفسكِ!
الإهتمام بنفسكِ بدنياً ونفسياً جزء مهم في سبيل نسيان الخيانة والتسامح، حاولي الإهتمام بصحتكِ وتناولي طعام صحي متوازن ومارسي الرياضة بإنتظام. ممارسة التأمل أو اليوجا قد تساعدكِ على السمو الروحي والغفران.

في النهاية أعطي لنفسكِ الوقت الكافي فلا يوجد جدول زمني للتسامح ونسيان الخيانة. بعض النساء قد يغفرن في غضون أيام في حين أن الأمر قد يستغرق من البعض الآخر سنوات للغفران.




المقالات ذات صله