أسباب ودوافع الخيانة الزوجية


الخيانة الزوجية، تعريفها، أسبابها، وأنجح الطرق للتعامل معها

وسط ثقافةٍ مجتمعيةٍ مشوَّهة تُشرِّع خيانة الرجل لزوجته تحت رعاية سلسلةٍ من الادعاءات البالية والضعيفة، مثل: "لا شيء يعيب الرجل"، أو "الرجل معذور، فغريزته أقوى من غريزة المرأة"، ووسط قبول الكثير من الإناث لخيانة أزواجهن، إمَّا لقناعتهن بتلك الحجج الواهية،

 أو لضعف ثقتهن بأنفسهن وخوفهن من الانفصال والبدء من جديد؛ ترفض الكثيرات منهن الخيانة رفضاً قاطعاً، لكن بوعي؛ فلا يتعاملنَ مع الموقف بعصبيةٍ وانفعال، وإنَّما بهدوءٍ ونضج، باحثاتٍ عن الأسباب الكامنة وراء خيانة أزواجهن، متأملاتٍ في إيجاد صيغةٍ إيجابيةٍ سليمةٍ تُحيِي العلاقة من جديد. 

وفي حال فشلهن في خلق هذه الصيغة، يلجأنَ إلى الانفصال حكماً، لكن بعد محاولتهن ترميم العلاقة بأسلوبٍ راقٍ ومحترم.

أسباب ودوافع الخيانة الزوجية وكيفية علاجها 

أسباب الخيانة الزوجية كثيرة، وهي واحدة من مشكلات الزواج التي تقوض أسس الزواج نفسه، وعدم التفاهم بين الزوجين يمنع علاج الخيانة الزوجية، لكن أهم ما في الأمر هو كيفية استعادة الثقة بعد الخيانة الزوجية.

تعريف الخيانة الزوجية

الخيانة الزوجية ليست مسألة فردية بل هي قضية تتعلق بكلا الزوجين، فهما شركاء في العلاقة، ولا تتوقف الخيانة الزوجية على ممارسة الجنس خارج إطار الزواج فحسب، بل يعد الاتصال العاطفي الخالي من الألفة الجسدية نوعاً من الخيانة الزوجية، والعلاقات التي تنتشر عبر مواقع الإنترنت حتى وإن كانت من قبيل الحديث فحسب تعد خيانة زوجية.

أسباب الخيانة الزوجية

دوافع الخيانة الزوجية النفسية والخارجية

هناك العديد من الأسباب والدوافع التي تجعل المتزوجين يقترفون جريمة الخيانة الزوجية، وقد أثبتت أحد الدراسات الحديثة أن هناك أكثر من 40% من الأزواج قد تعرضوا للخيانة الزوجية.

تكمن الدوافع التي تساهم في هذه المشكلة إلى العديد من الأسباب النفسية مثل بعض الاضطرابات والأمراض النفسية المتعلقة بالطفولة أو نتيجة العوامل الخارجية مثل إدمان الإنترنت.

الأسباب النفسية للخيانة الزوجية

تتعدد الأسباب النفسية الخاصة باقتراف الشخص للخيانة ومنها:

الإحباط في الزواج

ربما يعد هذا السبب هو أكثر أسباب الخيانة الزوجية شيوعاً، فالعلاقة الزوجية لابد أن تقوم على التفاهم والتواصل. وانعدام هذه الأسس تؤدي لا محالة إلى تقويض هذه الأسس، وقد يقوم أحد الزوجين بالعديد من المحاولات لحل المشكلات، ولكن دون جدوى من الطرف الآخر.

اضطرابات الطفولة

أشارت عدة من دراسات علم النفس إلى أن هناك ارتباطاً واضحًا بين الخيانة الزوجية وبين وجود تاريخ من الصدمات في مرحلة الطفولة مثل الإساءة الجسدية أو الجنسية أو العاطفية أو الإهمال.

انعدام الثقة في الذات وعدم الشعور بالأمان

هذا عامل أخر ذو أهمية كبرى، ففي الكثير من الأحيان يعاني أحد الزوجين من فقدان الثقة في ذاته، ما يؤدي إلى قلة الاحترام من الطرف الأخر، ويؤدي عدم الشعور بالأمان وبخاصةً في العلاقات الحميمية إلى عواقب وخيمة يمكن أن تساهم في زيادة خطر السقوط في علاقات غرامية أخرى لمجرد إثبات الجدارة والاستحقاق.

الأمراض النفسية والعقلية

هناك العديد من الأمراض النفسية التي تساهم بشكل أو بأخر في الخيانة الزوجية مثل اضطرابات الشخصية النرجسية أو الاضطرابات العصابية، أو بعض الأمراض العقلية مثل الاضطراب ثنائي القطب وغيرها.

الإدمان

أحد أهم أسباب الخيانة الزوجية شيوعاً حيث يرتبط الإدمان سواء كان إدماناً للكحول أو المخدرات أو القمار أو أي شيء أخر بالخيانة الزوجية، فمن خلال الإدمان لا يستطع المدمن التفرقة بين ما هو خطأ أو صواب.

أسباب ثانوية للخيانة الزوجية

بالإضافة إلى الأسباب الرئيسية للخيانة الزوجية هناك أسباب ثانوية تشتمل على الاتي:

الإنترنت

إن الدخول في علاقة غرامية اليوم أسهل كثيراً مما كان عليه في الماضي، وقد تورطت مواقع التواصل الاجتماعي في العديد من حالات الطلاق، ولا تزال الخيانة عبر الإنترنت خيانة حتى لو لم يلتق الشخصان وجهاً لوجه.

الهروب من المشاكل

الهروب من المشاكل هو أحد أسباب الخيانة الزوجية الرئيسية، واختلاق الأعذار بدلاً من مواجهة المشكلات مع زوجتك يفتح الباب أمام الخيانة الزوجية.

الملل

يمكن أن يؤدي الملل إلى العديد من مشكلات الزواج. فكثير من الناس يعانون من الروتين، ويمكن تجنب العديد من حالات الطلاق إذا استغرق الناس الوقت الكافي للتفكير في كيفية تجديد العلاقة الزوجية والحفاظ عليها متجددة.

عدم الاحترام المتبادل بين الزوجين

من الممكن وضع هذا السبب في أول القائمة الخاصة بمشكلات الزواج بصفة عامة، فعلى مدار السنين يقع الكثير من الأشخاص في علاقات غرامية لمجرد أنهم يشعرون بعدم الاحترام في منازلهم.

علاج الخيانة الزوجية

عدم التفاهم بين الزوجين

عدم التفاهم بين الزوجين يؤدي إلى مشكلة في التوافق

الشك والريبة بين الزوجين مسألة غاية في الصعوبة. فإذا وصل الحال إلى هذه المرحلة فهذا دليل على أن الرابط يكاد ينقطع. لكن بعد مرحلة الشك تأتي مرحلة اليقين وهي تلك المرحلة التي يتأكد فيها أحد الزوجين من خيانة الأخر.

إن أفضل طريقة لعلاج الخيانة الزوجية هي المواجهة المباشرة. وقد يتساءل البعض أن طرح الأسئلة مباشرة ربما يؤدي إلى مزيد من الضرر. كما أن السؤال المباشر يفتح المجال إما إلى الكذب، وإما إلى قول الحقيقة.

بغض النظر عن الأسباب الرئيسية الكامنة وراء الخيانة الزوجية. يمكن أن تكون الخيانة الزواجية مدمرة للزواج، أو تكون محفزاً لإعادة بنائه من جديد، ويتوقف ذلك على كيفية التعامل مع الخيانة الزوجية، لكن ما هي أنسب الطرق للتعامل مع هذا الأمر؟

الاعتراف بالخطأ

إن الوصول إلى هذه النقطة يعني أن هناك أمل في الإصلاح. فإدراك المشكلة هي اللبنة الأساسية لحلها، ومن الممكن بعد الاعتراف بالخطأ أن يتم التفاهم لإصلاحه.

التغلب على الخيانة

يمكن لبعض الأزواج تجاوز الخيانة الزوجية والانتقال إلى علاقة أفضل، بينما لا يستطع البعض ذلك. وبالتأكيد، هناك أوقات لا ينصح فيها بالاستمرار في الزواج. لذا على كلا الزوجين أن يقوما بتحليل العلاقة والنظر إلى احتياجاتهما الخاصة، ومن هنا يتم التوصل إلى إما إلى الاستمرار أو الانفصال.

التوقف عن الكذب

إذا كنت الشخص الذي اقترف الخيانة، فهناك العديد من الخطوات التي يمكنك اتخاذها إذا كنت تأمل في إنقاذ زواجك. لكن قبل كل شيء تحتاج إلى التوقف عن الغش والكذب، وكذلك التحلي بالصبر وإعطاء زوجتك المساحة اللازمة للتفكير فهذا أمر ضروري.

الاستماع للأخر

تعتمد فرصة تجاوز الخيانة الزوجية على العديد من العوامل، مثل أسباب حدوثها والسمات الشخصية لكلا الزوجين. لكن عدم التفاهم بين الزوجين أحد أهم هذه الأسباب، ومن أجل التفاهم والمضي قدماً فإن الزوجين في حاجة إلى الاستماع كلا منهما للأخر.

طريقة إصلاح الزواج بعد الخيانة الزوجية

أسباب الخيانة الزوجية

كيفية استعادة الثقة بعد الخيانة الزوجية

يحمل التعافي من آثار الخيانة تحدياً كبيراً، واستعادة الثقة بعد الخيانة الزوجية أمر مجهد نفسياً، لكن مع إعادة بناء الثقة، والاعتراف بالذنب، وتعلم كيفية التسامح يمكن أن يطور ويقوي الحب والعاطفة.

يمكنك أن تبحث عن كيفية إعادة بناء علاقتك وتقويتها، وتجنب الطلاق، هل هذا هو الهدف المشترك.

استعادة الثقة

ضع خطة من أجل استعادة الثقة بعد الخيانة الزوجية. هذه الخطة تبدأ بالمصالحة ومن ثم الاعتراف بالذنب، وطلب الغفران الحقيقي هو البداية من أجل استعادة التفاهم والثقة من جديد.

المضي قدماً

إذا كان الزوجان يحملان الكثير من الصبر والتسامح فيمكن أن تكون المكافأة نوعاً جديداً من الزواج سيستمر  إلى الأبد.

هناك العديد من أسباب الخيانة الزوجية. لكن مشكلات الزواج معقدة، وعدم التفاهم بين الزوجين أمر عسير، ومع ذلك فإن الوضوح والصراحة والتسامح هي أفضل خطط التأمين لحماية الزواج.




المقالات ذات صله