الملك لصاحب الملك

اقرأ بقلبك فقط، لو قلبك وعقلك مش حاضرين، أرجوك أجل قراءه الكلام ده لوقت تاني تكون أفضل فيه .

بعد ما آخر شخص هيموت علي الكوكب، وبعد ما كل العلامات تنتهي، هييجي ملك الموت يقبض روح كل الملايكه! .. كل الملايكه هتموت .. حَمَلَة العرش، إسرافيل، جبريل .. كل الملايكه مش هيتبقي غير ربنا وملَك الموت بس .. فربنا يقبض روح ملَك الموت بيدِه .

بعدها الكون كله هيكون فاضي لمدة ٤٠ سنه! ، ٤٠ سنه ربنا بينادي يقول أين الملوك! أين الجبابرة! أين الطواغيت!، أين القاسيةُ قلوبهُم! ، أين المتكبرون! ، محدش يرد ومحدش موجود !

خلاص كلنا بقينا تراب

كل اللي انت شايفهم حواليك دول بقوتهم ونفوذهم وفلوسهم وصحتهم وعظمتهم هيموتوا! .. ربنا هيقول : لمن المُلكُ اليومَ ! لَمنِ الملكُ اليومَ ؟! محدش يرد !

فربنا هيرد علي نفسه : لِلهِ الواحد القهار .

وقتها مفيش فرعون اللي قال انا ربكم الأعلي .. مفيش قارون اللي كان معاه أموال لا حصرَ لها !

الأنبياء نفسهم بكل عظمتهم مش موجودين ! .. الملايكه اللي مأذنبوش ذنب واحد ! .. الدنيا كلها فراغ حرفياً .. فين كل اللي قالوا مفيش حاجه تقدر علينا !!

فين اللي فضلوا يظلموا في الناس وياخدوا حقوق مش حقوقهم ! .. فين اللي معاهم فلوس ومفكرين إن مفيش منهم في الدُنيا! فين ! ..

فين الساده وفين العظماء وفين الجبابرة ، فين الرؤساء اللي المفروض يطعموا شعوبهم! فين !..

والأربعين سنه هيخلصوا، والكلام ده فيه أختلاف عليه .. إن ربنا هيُحيي إسرافيل، عشان ينفخ في الصّور! ، ده من قوه النفخه ومن قوه الصعقة الناس هتصحي بأمر الله مخضوصة ! ، " فأذا هم قيامُ ينظرون !"

إيه اللي حصل وإيه الصوت ده !

وفجأة هما من غير علمهم هيتجمعوا في أرض المَحشَر، كل الأحاديث بتقول أنها هتكون فلسطين .. كلنا هنتجمع الفقير والغني، الصحيح والمريض، العالم والجاهل، المسلم والكافر،

كله هيقف قدام ربنا .. كلنا هنقف،.كلنا عرايا وفوقنا الشمس! .. الشمس فوقنا بدرجه غير طبيعيه ! .. مش هيتمتع بالظل غير سبعه .. السبعه دول هما اللي مش هتزعلهم حراره الشمس ، لكن هول الموقف هيكون ع الكل حتي الأنبياء ..

أول واحد منهم،

إمامٌ عادلٌ ( يعني رجل تولي حكم الناس ورعايتهم،وعدل في حكمهم، في رعايتهم، في إيوائهم، في تسهيل الدنيا عليهم، ومراعاة احتياجاتهم .. ) لو عاوز مثال ع ده فسيدنا عُمر بن الخطاب خير مثال .

التاني، شاب زيّه زيّنا لكن قلبه بيحب المساجد ! .. بيحب يكون في المسجد دايماً، يصلي حتي لو وراه محاضرات! مش شرط يكون فيه معاد صلاة ، هو بيحب الصلاة وبس .. بيحب ربنا، قلبه مُعَلَّق بالمساجد .

التالت، اتنين حبوا بعض حب غير مشروط،.حب في الله ، بدون مصالح، اجتمعوا علي حب ربنا ، وتفرّقوا وهما في بينهم ود غير مُصطَنَع . مش بتوع لايكات ولا فلوس ولا أي مصلحه دُنيَوّيه مهما كانت .

الرابع، واحد زينا، واحده أغوتُه بمنصِبها وجمالها وقال لأ، أنا بخاف من ربنا .. واحد زينا، كان قدامه منكرات كتير خصوصاً البنات والأرتباط والكلام ده مع أن كل ده حرام ، ويقول لأ أنا هَعِف نفسي، أنا بحب ربنا أكتر من أي شئ تاني، ومش هعمل الغلط حتي لو الكل بيعمله وبيحلّله .

الخامس ، شاب زينا نشأ في عباده ربنا ميتخيلش حياته بدون صلاة و بدون صوم وبدون صدقات .. وكِبِر علي كده، شاب استخدم قوته وشبابه وعِز عُنفوانه في أنه ميغضبش ربنا .. هو ضحّي بمُتعه عظيمه في سبيل ربنا .. ف ربنا هيكافؤه دنيا وآخرة .

السادس ، واحد بيطلع فلوس ومبيسمحش لنفسه ولا لمخلوق يعرفها .. مفيش غير ربنا بس اللي يعلم بيطلّع إيه ولمين وإمتا و إزاي وليه ! .. ربنا بس ها

مش اللي بيحبوا يتظاهروا !! .. مش اللي شاطر يتبرّع عشان في ناس قاعده عشان يوريهم أد إيه بيحب الخير ! . لأ انت تحب الخير لنفسك، محدش يعرف عنك أي حاجة، ربك بس .

السابع والآخير ، واحد سمع عن ربنا أو قرأ قرآن أو ذكر ربنا وهو قاعد ، ف عينه دمّعت، او بكي ! .. العيون اللي بكت من خشية ربنا مش هتشوف النار ..

طيب دول بأختصار السبعة اللي هيتمتّعوا بالظل يوم لا ظَّل إلا ظل ربنا

وإحنا واقفين، مش هنبص علي بعض .. كل واحد مُتاح له المكان اللي هو واقف فيه ، واللي عليه العَرض نشوف اللي عليه الدور يُِقف! ..

هتشوف هيقول إيه لربنا .. هنموت من الحر، من الشمس، من الوقفه الطويلة اللي هتكون خمسين ألف سنه من اللي بنعدّهم .. خمسين ألف سنه وااقف ! .. فوقك الشمس مباشرةً

عريان، مرعوب، مش عارف هتكون في الجنة ولا النار .. وفجأة ربنا يظهر وتشوف الملائكه بيشدوا شيء غريب وجايين ! .. إية ده !؟

دي النار، هيجُرّها الملايكه من سبعين ألف لِجام وكل لجام ها

كل لِجام عليه سبعين ألف مَلَك، متخيل العدد !! .. كل ده بيجرّوا النار .. ولكنّنا بجهلنا هنكون نفسنا نخرج من مكان الحَشر أنشالله لو ع النار !، علي أساس أن النار اخَف!

فجأه ، تلاقي السما شكلها بقت زي الوردة الحمراء، شكل الدم والشمس فوق راسنا .. والكُتُب بتَتَساقَط علينا ، كل واحد له كتاب بأسمه .. مكتوب فيه كل حرف عملته، كل مكان روحته، كل بصه شوفتها، كل كلمه قولتها، كل حاجه سمعتها، كل حاجه حرفياً .. مفيش شيء هيتساب .. وكل واحد أدري بنفسه ! .. " وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً "

هتترعب من شكل الكُتُب، هتلاقي ناس مسكت كتابها بيمينها ، وناس تانيه العكس !

في ناس هتكون مفكرة إنهم من أهل اليمين ولكن العكس .. و وقتها الحساب غير حساب الدُنيا ، والميزان غير والقاضي هو ربنا ..

في وسط ما كلنا واقفين هنكون مُمّيزين أصلا .. في ناس وسطنا رقابتهم هتكون طويله جداً .. ووشهم منور و دول هما المؤذين ، وفي ناس وشهم كله نور علي نور و دول اللي بيقيموا الليل وفي ناس هيكونوا تحت الظل ، وكل الباقيين عرقانين وهيموتوا من الحر .

وفجأة يظهر الإسلام .. علي شكل رجل، رجل مُسِن ، يقول : يا رب، لقد ظُلِمتُ واستُضعِفت في عصر هذا وهذا وهذا ، ويقول ع كل الأولياء اللي مسكوا الحكم من وقتها ليوم القيامة .. إلا سيدنا عمر بن الخطاب .. هيقول : ما استُنصِرتُ ولا أصبحتُ عزيزاً حتي جاء هذا الرجل !

وفجأة من رعب الموقف نقعد نجري علي كل الأنبياء ومفيش نبي يسعِفنا، مفيش نبي هيقف جمبك غيره .. يقف سيدنا النبي عند ربنا يطلب منه إن كلنا ندخل الجنة ويرحمنا ويعافينا من جهنم .. ولكن أمر الله نافذ .. ربنا مش هيرحم أمة زي أمتنا ، وهي الأمة الوحيده اللي كلها في الجنة حتي آخر واحد منها فيه ذرة إيمان بس في قلبة، هيدخل الجنه .

خلاص كلنا رجعنا مكانا تاني، مستنين دورنا .. وفجأة ربنا بيكشف عن ساقِة ! .. وساق ربنا مش زينا، دي حاجه بس هو اللي يعلمها و ساعتها هو ده الإذان إن كلنا نسجد .. اللي مننا مقصر في صلواته هيحاول يسجد مش هيقدر ، واللي مبيصليش خالص الله يكون في عونه هيحاول وهيبكي ونفسه يسجد، لكن مش هيقدر .. مش هيقدر غير اللي كانوا بيسجدوا دايماً في الدنيا ، ومعطلهمش شغل ولا محاضرات ولا صحاب ولا أي حاجه تافهه ملهاش لازمه

خلاص اللي جسدوا وقفوا تاني ، فجأة في ناس بتصرّخ .. مش شايفين حاجه .. إيه اللي حصل !

وناس تانيه زي ما هما سامعين صراخهم .. دول كانوا في الدنيا عُمي ، يسمعوا الإذان قلبهم ميتهزش ولا يروحوا يصلوا ! .. يبقوا قاعدين مع صحابهم ميرضوش يسيبوا اصحابهم عشان يصلوا ليزعلوا ويسيبوا الصلاة عادي ! ...امم كلنا كده للأسف

هتلاقي شخص عمل كتير أوي أوي ، وتشوفه الأيام دي تقول عليه ملاك ومفيش منه اتنين ، وييجي يومها يقف قدام ربنا .. تلاقي جبال حسناته أتخسف بيها الأرض .. اللي بيتظاهر بعلمه ، اللي بيتعلم علم أو لغة أو أي شىء ؛ حُباً في التظاهر قدام الناس ويبيّن أد إيه مفيش منه !! .. واللي بيتظاهر بصدقاته ،

بصلاته وبحاجات كتير .. وهو ده الشخص المُفلِس، وكم بيننا من مُفلِسين .

الموقف صعب لحد ما تيجي اللقطه الحاسمه ، وقت ما تقف قدام ربنا ومفيش بينك وبينه حاجز أو حائل .. هي دي أصعب لحظه فعلاً .. وقت ما تقف بين إيديه ..

إنت فاكر ذنوب كتير عملتها ، وخايف منها ، خايف ربنا يظهرها وتتعرض قدام الخلق كلهم، وكل البشر شايفينك وخايف تتفضح، خايف حد يعرف كنت بتعمل إيه في الدُنيا .. عرفت وقتها إن الدنيا فانيه فعلا ، أد إيه كانت حقيرة، أد إيه كانت تافهه وغير مُجزية في أي شيء ! .. أد إيه كنا مديينها فوق قيمتها !

تلاقي ربنا بيفكرك بذنب معين ، ف من خجلك وكسوفك قدامه لحم وشك يقع ، وبعد ما يعرض عليك ذنوب معينه ، مش كل ذنوبك، تلاقي إن في كبائر لسه متعرضتش لسه ، وانت مرعوب و مفكّر إن ربنا نسيها .. تلاقي ربنا مبدّلّك ذنوبك الصغيره دي حسنات !

وف وقتها انت تطمع .. يارب انا عندي كبائر نفسي يتحولوا حسنات بردو ! .. شوف كرم ربنا حتي وإنت مُذنب

من كتر صعوبه تخيّل موقف العَرض بين يديه ، مش قادر اكمّل وصف فيها ، .. لكن من وسطنا كلنا في ناس مش هتقف للحساب ، هيروحوا الجنه ع طول، و دول الشهداء و الصابرين .. الناس اللي كانوا بيكتموا غضبهم وغيظهم حُباً لله ، الناس اللي اتشتموا وكانوا يقدروا يردّوا الغلط ، ولكنهم سامحوا عشان ربنا .." والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس "

خلاص كلنا كل واحد راح لطريقة ، مفيش أم ولا أب ولا صاحب ولا أبن ولا مخلوق هيشفعلك .. كل حد حواليك وقتها هينساك، هيبعد عنك، كله هيركز في نفسه وبس .. ودي مش نداله ، إنت في موقف مفيهوش تعويض .. يا كسبان دايما، يا خسران دايما، مفيهاش مكسب وخساره مع بعض ..

خلاص هنعدي علي الصراط، والصراط هيكون أحمي من السيف ، رُفيع زي الشعرة .. وتحته جهنم .. وعلي الطرف الآخر منه سيدنا النبي مستنينا وبيشجعنا نعدي الصراط .. في مننا اللي هيعدي بسرعه الريح ، وفي مننا اللي هياخده جري ، واللي هيمشي واللي هيزحف علي بطنه واللي هيقع في النار .. كل واحد حسب عمله

وخلاص عدينا ! . نقف عند حوض النبي يسقينا كلنا ، نشرب شربة واحدة ومنحتاجش نشرب بعدها تاني أبداً .. من كُتر البركه والطُهر اللي فيها .. ما إحنا تعبنا م الوقفه والصراط ..

خلاص بقي هنتجمع مع سيدنا النبي ، عاوزين ندخل الجنة بقي

يكون رُضوان بواب الجنة مستنينا كلنا .. ف سيدنا النبي يدخل أول واحد وكلنا وراه .. كل واحد في الجنة له ملكه .. ومش هنتساوي !

المشكله مش في دخول الجنة ، كل حد في قلبه إيمان هيدخل الجنة ، حتي لو دخل النار في الأول .. لكن مصيره الجنة بعد كده .. الفكره فعلاً إن مفيش وقت تعوض فيه اللي خسرته !

يعني ممكن تلاقي نفسك في منزلة إنك بتشوف ربنا مرة واحدة بس من ساعه ما تدخل الجنة ، وغيرك يشوف ربنا مرة واحده في اليوم ، وغيره يشوف ربنا مرة كل ساعة ، وغيره يشوف ربنا دايماً !! .. مُتَخَيّل العَظَمَة !

فية ناس هيكون ليها مُلك عظيم ، ولها حور عِين ولها إنها تشوف ربنا كل لحظة ! .. دول اللي في الفردوس ، أعلي منازل الجنة !

فية ناس مسبقانا بسنين ضوئية .. فيه ناس راحت لربنا وسلكت مسلَك صعب ، مسلَك عظيم ، مسلك وَعِر .. طريق ربنا صعب ، هتلاقي اللي يتريق عليك ويقولك عيش سِنك واللي يقولِك سيبي شعرك وبلاش حجاب و عيشي شبابك !

لكن القابض علي الدين كالقابض علي الجمر ،

وإحنا دلوقتي نُعاني من كده .

أنا مش عارف إيه اللي خلاني أكتب كده ، غير إني تعبان ! ..حرفياً ، مفيش شيء قادر يوصف جوايا .. حبيت أكتب في الموضوع ده ، لعله يخفف عني، وقد كان .

ف يا جدعان والله أنا أقل واحد فيكم ، يا ريت ننتبه للدين تاني ، الرسول والصحابه اتعذبوا فيه ، وإحنا بعناه ببلاش ! . أيوه بعناه ببلاش .. اللي بيحصل فينا الأيام دي عشان يرجعنا لربنا تاني ..

يا ريت نفوق ..

الكلام ده ليا قبل أي حد فيكم ، وربنا يشهد علي اللي في قلبي .. محتاجين نقف مع نفسنا وقفه صح ، ونرجع لربنا وننشر الخير والنُصح للناس ..

اتمني ده للكل يا شباب .


بحث مفصل



المقالات ذات صله