هيدروكسي كلوروكوين علاج للكورونا يُحدث جدلاً عالمياً

هيدروكسي كلوروكوين Hydroxychloroquin واحد من بين أربعة علاجات يتمُّ تقييمها ضمن إطار التجارب السريرية للاكتشاف الأوروبي. وهذا الدواء المضادّ للملاريا، والذي يوصف لأمراض المناعة الذاتية، قد أثار الكثير من الأمل والجدل، بعد تجربة أولية شملت علاج 24 مريضاً في مستشفى تيموني في مرسيليا.


ما حقيقة العلاج بعقار هيدروكسي كلوروكوين في علاج الكورونا؟ وما آثاره الجانبية؟ وهل هو مفيد لجميع الأعمار والحالات المصابة؟


السعودية: هيدروكسي كلوروكوين يعطي أملاً لعلاج كورونا إنما يحتاج لمزيد من الدراسات
أمل جديد مع عقار هيدروكسي كلوروكوين

فيما يخص علاج فيروس كورونا، تتداول القنوات الإعلامية والصحف خبراً مفاده أنّ عقار هيدروكسي كلوروكوين Hydroxychloroquin والذي يُستخدم لعلاج مرض الملاريا يفيد في علاج فيروس كورونا، وحول هذا الموضوع، قال الاستشاري المشارك في الطب الوقائي والصحة العامة الدكتور علي حسين الحداد: "عقار الهيدوركسي كلوروكوين، يستخدم منذ أربعينيات القرن الماضي 1944م ‪في علاج بعض أنواع الملاريا والوقاية منها، ومعروف أيضاً في علاج بعض الأمراض المناعية وأمراض التهاب المفاصل الروماتويدي،‬‬‬‬‬ ومرض الذئبة الحمراء،‬ كما يستخدمه أطباء الجلد في علاج بعض المشاكل الجلدية المرتبطة بتلك الأمراض.


أما الدراسة الجديدة التي نشرت، وتشير إلى فعالية هذا الدواء في علاج مرض كوفيد 19؛ فهذا مؤشر جيد ويعطي أملاً في إيجاد علاج لهذا المرض، لكن تظل هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات والأبحاث الوبائية والسريرية لتأكيد هذه النتائج، والتحقق من فعالية هذا الدواء وكفاءته وبمعايير محددة ورصينة، منها نوعية الدراسة، ونوعية العينة وعددها، وبعض خصائصها مثل التعمية وبطريقة محكمة منضبطة، وأغلب هذه الخصائص لم تكن موجودة في الدراسة المنشورة. لكن يمكن أن تكون هذه الدراسة بداية واعدة لإجراء دراسات يمكن أن تُعطي نتائج يمكن تعميمها واعتمادها من قبل الدول والمنظمات العالمية".


المغرب يرخص استعمال الكلوروكوين لعلاج المصابين بكورونا
ترخيص استعمال الكلوروكوين في عدة دول

رخصت وزارة الصحة المغربية رسمياً منذ يومين، بعد اتفاق مع اللجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية من ومراقبة الإنفلونزا، السماح لجميع المستشفيات باستعمال هيدروكسي كلوروكين؛ لعلاج المصابين بفيروس كورونا.


وحول الموضوع، تقول الطبيبة المغربية فاطمة عزيزي: "بدأ استعمال الدواء في الوقت الراهن لعلاج فيروس كورونا؛ لأنه أعطى نتائج مهمة للقضاء على الفيروس، حيث استعملته الصين أولاً وأمريكا. وقد تمَّ العمل به في المغرب رسمياً الآن. والكلوروكوين دواء متوفر منذ سنوات طويلة في العالم بأسره،

ونوصي به لأمراض أخرى مثل الروماتيزم المزمن وبعض أمراض المناعة، ويعدُّ أيضاً دواءً فعّالاً للملاريا التي لا نعاني منها في المغرب، فيما دول أخرى تتعامل به خصوصاً في إفريقيا. ويبدو أنه فعّال مع فيروس كورونا، مضافاً إليه المضاد الحيوي أزيتروميسين Azithromycin 500 ملغ".

وتابعت الطبيبة فاطمة عزيزي: "المشكلة تكمن في التهافت الكبير على شراء الدواء من الصيدليات من قبل الأفراد، والاحتفاظ به في المنازل على أساس أنه علاج الكورونا، وهذا بالطبع خطأ بالغ؛ لأنَّ الدواء له آثار جانبية ومضاعفات يجب التنبّه إليها، ولا يزال في طور التجربة على مرضى الكورونا. علماً بأنّ المصاب بالكورونا يجب أن يخضع لفحوص شاملة، أبرزها فحوص القلب والكلى، وأن يكون تحت مراقبة طبية دقيقة حين تلقي الدواء".

وتؤكد الطبيبة المغربية أنه يجب التعامل مع الفيروس بوعي أكبر، خصوصاً أنّ عدداً كبيراً من مرضى الكورونا يتعالجون كما ولو كانوا مصابين بالإنفلونزا، وتصل نسبتهم إلى 85 بالمائة. وتسجل الحالات الحادّة نحو 15 بالمائة، في حين نسبة 1- 2 في المائة من هذه الحالات تصل إلى الحاجة للإنعاش والعناية المركزة.

وتضيف الطبيبة فاطمة عزيزي: "فيروس كورونا لا يقتل كل مصاب، فالإنفلونزا الموسمية تقتل عام الآلاف. ففي فرنسا خلال العام الماضي توفي 800 شخص بسبب الإنفلونزا الموسمية، ويسجل في العالم كل عام ما بين 250 ألفاً و600 ألف حالة وفاة.
إنَّ المشكلة في الكورونا أنه فيروس معدٍ جداً، وينتشر بسرعة فائقة".



دبي: النتائج مشجعة ولكنها ليست كافية بعد لضآلة عدد مرضى العينة
عينة الدراسة حول الكلوروكوين لا تكفي

وقد قال الدكتور جوزيف سليمان، استشاري أنف وأذن وحنجرة، من مستشفى الإمارات بدبي حول الموضوع: "معضلة إيجاد دواء للقضاء على الفيروس بدأ منذ 3 أشهر في الصين؛ حيث أجريت أبحاث كثيرة، وكانت هناك نتائج مشجعة، لكن ليس هناك تأكيد على فعاليتها،

إلى أن صدرت نتائج دراسة في جنوب فرنسا، مرسيليا، وهذه الدراسة قائمة على عينة من 38 مصاباً بالفيروس، وأخضعوهم للعلاج؛ حيث إن 6 منهم أخذوا عقار Hydrochloroquin مع Azithromycin، و26 منهم أخذوا عقار Hydrochloroquin وحده، و16 مريضاً لم يتناولوا أي علاج، والنتيجة اكتشافهم أن المرضى الذين أخذوا العقارين معاً شُفُيوا تماماً".

ضآلة عدد المرضى
تعالت الصيحات تطمئن الناس بأن دواءهم بين أيديهم، وبرأي الدكتور جوزيف أن النتائج مشجعة، لكنها غير كافية لضآلة عدد المرضى، فهناك معايير معينة في الدراسات تستند على حد أدنى من أعداد الذين أجريت عليهم الدراسة، حتى يتم اعتماد النتائج. يستدرك الدكتور جوزيف: "هناك دراسة على 600 عينة بدأ بها مختبر فرنسي، وستظهر النتائج خلال أسبوعين".

ليس كل المصابين!
إن عقارHydrochloroquin ، كما كشف لنا د.سليمان، معروف في الأسواق، فهو يُعطَى لمرضى الروماتيزم والملاريا، أما عقار Azithromycin فهو مضادّ للالتهابات ومعروف جداً؛ حيث يستخدم للالتهابات الرئوية والحنجرة والجيوب الأنفية؛ لكن لا يمكن استعمالهما كوقاية من الفيروس،

كما لا يمكن إخضاع المريض لهما؛ إذا تكشفت عنده بعض الأعراض فقط، يستدرك قائلاً: "حتى لو كان داخل المستشفى يمكن ألا يعالج به، فالعقار حالياً يستعمل فقط في حالات المرضى المصابين بمضاعفات، وهم داخل العناية المشددة، وهؤلاء لا يشكلون أكثر من 5 % من مجمل المصابين".

أضرار الدواء
حتى الـ5 % من الذين وصلوا إلى العناية المشددة، لا يمكن إعطاؤهم جميعهم هذا الدواء. يتابع د.سليمان: "لا بد من مراقبة حالتهم الصحية، فالدواء يسرع ضربات القلب، كما أنه يخفض السكر بالدم، وللأسف كل المرضى الذين يصلون إلى هذه الحالة الحرجة، يكونون أصلاً ممن يعانون من السكري والضغط والقلب".

طبيب آخر أكثر تفاؤلاً
بدا الدكتور جمال حمد إبراهيم، استشاري أمراض المفاصل والروماتيزم، من مستشفى سليمان حبيب الطبي بدبي، أكثر تفاؤلاً لاكتشاف فعالية عقار Hydrochloroquin؛ لأنه يزيد من امتصاص الزنك، إلى الخلية، حيث إن الزنك يثبط نشاط الأنزيمات، التي يستغلها الفيروس في إنتاج حمضه النووي RNA فيمنعه من التكاثر داخل الخلية،

وبهذا يسهل القضاء عليه، إذ يبدو علاج Hydrochloroquin نافعاً، مع إضافة الزنك وعقارAzithromycin ، حيث يعمل كمعدل للجهاز المناعي. يستدرك قائلاً: "لهذا رفعوا إمكانية صرفه، وهو الآن لا يعطَى إلا تحت وصفة طبية".


الدواء، كما كشف د. جمال، هو علاج للملاريا، وموجود منذ الخمسينيات، لكنه أيضاً يشدد على أهمية تناوله تحت إشراف الطبيب، وحذر أيضاً من تأثيراته السلبية على القلب، وخفض سكر الدم.

عاد بنا د. جمال إلى الدواء الأصلي كلوروكوين، الذي اكتشف في الخمسينيات، والذي يعتبر الدواء الجديد مشتقاً منه؛ لكنه استدرك قائلاً: "مازلنا ننتظر دواء يقضي على فيروس كورونا قبل ظهور العدوى به... دواء يكون بمثابة لقاح مضادّ، لا علاجاً بعد الإصابة به".


بيروت: نحتاج إلى المزيد من الدراسات والعقار الجديد لا يؤمن الوقاية من كورونا
علاج كورونا الجديد يحتاج إلى المزيد من الأبحاث


ضجت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بالدراسة التي أجراها د.ديدييه راوول في مرسيليا بفرنسا، حول التعاون بين عقاري Hydroxychloroquin وAzithromycin لعلاج مرضى الكورونا، ويوضح الاختصاصي بالأمراض المعدية والجرثومية الدكتور زاهي الحلو حقيقة الموضوع، قائلاً: "لم تعطِ الـFDA بعد دعمها الكامل لنتائج هذه الدراسة.

وهذا لا يعني أن هذين العقارين لم يقدما نتائج جيدة، لكن المشكلة أنَّ عدد المرضى الذين أجريت عليهم التجارب ضئيل جداً (40 مريضاً) وهو ليس كافياً لاستخلاص نتيجة علمية صحيحة ودقيقة. كما أنه لم يأخذ جميع أفراد هذه العينة العقارين مجتمعين، بل إن قسماً منهم تلقوا عقاراً واحداً فقط منهما. علماً بأنَّ الذين تلقوا العقارين معاً شفيوا تماماً من فيروس كورونا".


وتابع الدكتور الحلو: "نتمنى أن يتم إجراء المزيد من الدراسات حول استعمال العقارين المذكورين، وعلى عدد أكبر بكثير من المرضى؛ ليُصار إلى التأكد من فعاليتهما".


مشدداً على أنّ هذا العلاج قد أُعطي لمرضى الكورونا الذين هم في مراحل متقدمة من المرض، ولم يعطَ أبداً كنوع من الوقاية. لذا، ليس من المفروض أن يتهافت الأفراد إطلاقاً على شرائه من الصيدليات، والاحتفاظ به، أو تناوله قبل الإصابة لتأمين الوقاية.

آثار جانبية عديدة وخطيرة
وتابع الدكتور الحلو: "عقارHydroxychloroquin له العديد من الآثار الجانبية الخطيرة على الجسم، مثل: اضطرابات في نظم القلب، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى توقف مفاجئ في عمل القلب، وبالتالي إلى حدوث الوفاة. كذلك قصور الكلى، بحيث يصبح المريض محتاجاً إلى غسل الكلى باستمرار، بالإضافة إلى مشاكل في الكبد Hepatic insufficiency، ومشاكل في العيون.

مما يعني أنَّ هذا العلاج لا يمكن أخذه بشكل عشوائي، بل يجب أن يكون تحت إشراف طبي متخصص، له الحق في وصفه. ونحن كجمعية أطباء الأمراض المعدية والجرثومية، نقوم بالاجتماع دورياً والأخذ بجميع التوصيات العالمية؛ من أجل الخروج بتوصيات لبنانية ستصدر قريباً جداً؛ لتوصي بالعلاجات التي يجب إعطاؤها لكل مريض، بحسب مرحلة المرض لديه.

مع التأكد بوجود علاجات أخرى أيضاً يتم العمل عليها، وبعضها كان يُعطى لمرضى الإيدز".

وشدد الدكتور الحلو على أنه يجب البقاء في المنازل في هذه المرحلة، والانتظار إلى حين انتهاء الدراسات العلمية، وعدم الاطمئنان أنه بات هناك دواء شافٍ، واتباع إرشادات الوقاية والسلامة من فيروس كورونا، وأبرزها التباعد الاجتماعي؛ الذي هو الأساس في محاربة المرض.



وزارة الصحة اللبنانية حذّرت ايضاً من استخدام عقار Hydroxychloroquin في علاج الكورونا


لقد أعلنت وزراة الصحة اللبنانية في مساء يوم الثلاثاء 24 مارس في بيان صدر عن مكتب وزير الصحة الآتي: " يهم وزارة الصحة التنبيه إلى أنه رغم النتائج المشجعة عالمياً لدواء Hydroxychloroquin في علاج المرضى المصابين بفيروس كورونا،

تبقى للدواء مفاعيل طبية ضارّة عند الاستخدام غير المراقب طبياً. بناء عليه تطلب الوزارة من جميع الصيدليات الالتزام التام بعدم بيع دواء Doloquin الذي يحتوي على تركيبة Hydroxychloroquin ودواء Nivaquin الذي يحتوي على تركيبة Chloroquin إلا بموجب وصفة طبية موّحدة صادرة عن طبيب اختصاصي حصراً، مع ضرورة الاحتفاظ بنسخة عن الوصفة. كما تطلب الوزارة من المستوردين والمستودعات التوقف عن بيع أي من الدوائين إلا بعد موافقة مسبقة من الوزارة".


إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية:عقار كلوروكوين قد تمت المصادقة عليه فعلاً، ولكن لمعالجة مرض الملاريا والتهاب المفاصل


أدلى الرئيس الأمريكي ترامب مؤخراً بحديث للشعب الأمريكي أشاد فيه بفاعلية العقار المضادّ للملاريا (هيدروكسي كلوروكوين وكلوروكوين)، وأكدَّ أنَّ العقار رائع، ويمكن أن يكون ذا تأثير هائل على تغيير قواعد اللعبة، وقد ذهب إلى أبعد من ذلك بوصف العقار بالهبة الإلهية،

وأن الولايات المتحدة قد صادقت على استخدام دواء كلوروكين الذي ينتمي إلى عائلة "هيدروكسي كلوركين" لمعالجة المصابين بفيروس كورونا المستجدّ COVID-19، مشيراً إلى ظهور نتائج أولية مشجعة للغاية. إلا أن إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية قد صرحت من جهتها بحديث يتضارب نوعاً ما مع إعلان الرئيس ترامب؛

إذ أشارت إلى أن عقار كلوروكوين قد تمت المصادقة عليه فعلاً، ولكن لمعالجة مرض الملاريا والتهاب المفاصل وقال رئيس الإدارة (ستيفن هان): "طلب منا الرئيس التدقيق في هذا العقار، ونحن نعمل على القيام بذلك من خلال تجارب سريرية موسعة من أجل جمع هذه المعلومات والرد على كل الأسئلة المطروحة"،

ويشاركهم في هذا الرأي كثير من العلماء حول العالم ممن أعلنوا عن مواصلتهم العمل على إخضاع هذا العقار للاختبارات اللازمة وتحذيرهم من مخاطر الترويج لأدوية غير مصادق عليها علمياً بعد.

عقار كلوروكوين قد تمت المصادقة عليه فعلاً، ولكن لمعالجة مرض الملاريا والتهاب المفاصل وقال رئيس الإدارة (ستيفن هان): "طلب منا الرئيس التدقيق في هذا العقار، ونحن نعمل على القيام بذلك من خلال تجارب سريرية موسعة من أجل جمع هذه المعلومات والرد على كل الأسئلة المطروحة"،

ويشاركهم في هذا الرأي كثير من العلماء حول العالم ممن أعلنوا عن مواصلتهم العمل على إخضاع هذا العقار للاختبارات اللازمة وتحذيرهم من مخاطر الترويج لأدوية غير مصادق عليها علمياً بعد.



الصين وفرنسا


وكانت دراسات أولية واعدة قامت بها الصين وفرنسا قد أثبتت تحسن حالات مرضى الكورونا بعد استعمال هذين العقارين، ولكن كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي، قد ناشد العالم بالتريث والانتظار إلى أن يتم التأكد من سلامة هذين العقارين عبر اختبارات سريرية شاملة، قبل المصادقة على الدراسات الأولية التي تقوم بها بعض الدول. وبدورها أكدت شبكة NBC News ما ذهب إليه كبير الخبراء وذكرت أن زوجين في الستينيات من العمر من ولاية أريزونا قد سمعا بالكلام الذي يروج لهذا العقار،

وتناولا جرعة من مادة كلوروكوين كانا يستخدمانها لمعالجة سمكة يربيانها في المنزل، وانتهى بهما المطاف في المستشفى، وقد توفي الزوج وما تزال الزوجة في طور العلاج. وقد تناول الزوجان جرعة من فوسفات كلوروكوين، وهي مادة تستخدم عادة في تنظيف أحواض السمك.


بريطانيا في طور إنتاج لقاح مضادّ لفيروس كورونا

من جانب آخر انتقد علماء أمريكيون ظاهرة الترويج لهذين العقارين بما قد يؤدي إلى نقص في تواجدهما في الصيدليات والمستشفيات وحرمان المرضى الأميركيين، الذين هم بحاجة إليهما لمعالجة داء الذئبة الجلدي والتهاب المفاصل.

ومن المنتظر أن تباشر المراكز العلمية في نيويورك بإجراء تجارب سريرية لمعالجة بعض المرضى عبر مزج هيدرُوكسي كلوروكوين مع أزيثرومايسين، وهو مضادّ حيوي يُستخدم للقضاء على عدوى بكتيرية ثانوية، فيما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في آخر حديث، له أنّ هنالك تجارب رصينة تُجرى في مراكز علمية بريطانية لإنتاج لقاحات لقهر فيروس كورونا وهزيمته في نهاية الأمر.

ورغم أنّ العلماء قد طالبوا بالتريث في استخدام هذا العقار انتظاراً للتجارب السريرية وضرورة إجراء مزيد من الدراسات لإثبات فاعليته وسلامته على المرضى، إلا أنّ تركيا بدأت باستخدام دواء أرسلته لها الصين لعلاج مرضى مصابين بفيروس كورونا المستجد.

وأكد أحد المسؤولين الرسميين أنهم قد أحضروا دواءً خاصاً يستخدم في الصين يقال إنه أحدث تحسناً في حالة المرضى الذين يعالجون في وحدات الرعاية المركزة، ويقلل من فترة علاجهم لتصل إلى أربعة أيام فقط ورغم أنه لم يكشف عن الدواء. إلا أنّ دواء الملاريا كلوروكوين، هو الذي يُستخدم حالياً لمعالجة المصابين بفيروس كورونا في الصين وفرنسا.



الهند توصيات باستخدام مادة هيدروكسي كلوروكوين لعلاج فيروس كورونا المستجد


وكذلك فعلت الهند، حيث أصدرت السلطات الصحية توصياتها باستخدام مادة هيدروكسي كلوروكوين لعلاج فيروس كورونا المستجد وفق ما ذكرته وكالة بلومبرغ، وفعلت بعض الدول العربية الأمر ذاته، ومنها دولة العراق التي أعلن وزير صحتها عن فاعلية هذا العقار بعد خلطه بالعقار المستخدم لعلاج مرضى نقص المناعة البشرية HIV(إيدز)، وأن كثيراً من المرضى قد تماثلوا للشفاء حسب قوله.



علاجات قد لا تخطر على البال
علاجات جديدة قيد الإختبار للقضاء على كورونا



ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، فقد أعدَّ مجموعة من العلماء دراسة نشرت على موقع bioRxiv وفيها قائمة تضم 69 عقاراً يتمُّ اختبارها حالياً كعلاج محتمل لفيروس كورونا المستجد COVID-19) )، وأكد العلماء أن بعض هذه الأدوية تستخدم بالفعل لعلاج أمراض أخرى، وأنَّ إعادة استخدامها في علاج كورونا قد يكون أسرع من اللجوء إلى ابتكار علاج جديد.


وأضافت الصحيفة أنَّ مئات الباحثين شاركوا في تلك الدراسة غير العادية التي عملت على تحليل جينات الفيروس، واستطاع الباحثون تحليل 26 جيناً من أصل 29 للفيروس. ووجدوا أنَّ الفيروس يهاجم 332 بروتيناً بشرياً، وحددوا بعض الأدوية التي تستخدم لعلاج أمراض تبدو غير ذات صلة بفيروس كورونا مثل السرطان وارتفاع ضغط الدم،

وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على إخضاع هذه الأدوية للدراسة والاختبار، ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أنَّ بعض هذه الأدوية كانت غير متوقعة مثل هالوبيريدول Haloberidol الذي يُستخدم لعلاج مرض الفصام، وميتفورمين Metformin الذي يتناوله الأشخاص المصابون بداء السكري. وكان من بين القائمة أيضاً عقار الكلوروكوين، الذي يُستخدم في علاج الملاريا.


وحذّر نيفان كروغان، عالم الأحياء في جامعة كاليفورنيا الأميركية، الذي قاد الدراسة الجديدة، من أن الكلوروكوين قد تكون له العديد من الآثار الجانبية السامّة، ونقلت الصحيفة عن الدكتور أنتوني فوسي،

مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، قوله إنه لا يوجد دليل ملموس على أن الكلوروكوين يعالج فيروس كورونا، وأكد على أن التجارب يمكن أن تحدد ما إذا كان الكلوروكوين آمناً وفعّالاً ضد الفيروس.

أربعة عقارات واعدة لكورونا بانتظار المصادقة

نشرت مجلة Science Magazine في عددها الأخير، تقريراً علمياً جاء فيه أن منظمة الصحة العالميةWHO) ) تقود حالياً حملة تحت عنوان SOLIDARITY، تركز فيها على أربعة علاجات واعدة للقضاء على فيروس كورونا المستجد هي:

العقار المستخدم ضد فيروس نقص المناعة البشرية HIV، وعقار كلوروكوين وهيدروكسي كلوروكوين الذي أثبت فاعليته في علاج الملاريا بعد تجربته على البشر لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية، ومركّب تجريبي مضادّ للفيروسات يسمى Remdesivir والعقار المستخدم لعلاج الإيبولا، وما زال العالم ينتظر أن تكون هذه الأدوية المفتاح الذي ينقذه من الفيروسات التاجية COVID-19.




المقالات ذات صله