الحزام .. أخر صيحات صناعة العباءات في السعودية

في مسار تطور صناعة العباءات في السعودية، كانت نقطة البداية حاجة المرأة للحشمة، كي تؤدي أمور حياتها العملية، وتمارس طقوسها وعاداتها الدينية والاجتماعية بكل أريحية، إلا أن تطور الزمان وتغير أساليب الحياة وما يتبعهما من تنوع في الأماكن واختلاف الحاجات وبحث السعوديات عن التميز، كل ذلك قاد مصممي العباءات إلى تغيير أشكالها وتنويع وظائفها حسب الحياة العصرية للمرأة السعودية.

وضمن إطار الوظيفة الأساسية لعباءة المرأة في السعودية المتمثلة في الحشمة، أخذت تصميمات العباءات في التطور والاستفادة من كل ما هو جديد، بل التماشي مع متطلبات العصر ومحاكاة احتياجات المرأة السعودية، سواء في عملها أو في مناسباتها الاجتماعية أو حتى في سفرها، مما جعل أيدي نساء سعوديات تنسج عباءات جديدة تتميز بتصميمات مختلفة وألوان متغايرة، تناسب أذواق المرأة السعودية في حالات متعددة.

وبالتواكب مع أنماط الحياة المتجددة، التي فرضتها عصرية الوقت، وبحث السعوديات عن التميز وارتفاع مستوى ذائقتهن في ارتداء العباءات، وضعت مصممة سعودية بصمتها الأولى في عالم صناعة العباءات، مقدمة تشكيلتها الأولى بتصميمات مختلفة، كان من أبرزها عباءة يتوسطها حزام، وهو ما أعطى العباءة، بحسب المصممة، أبعادا مختلفة وإضافات فنية لمن ترتديها؛ حيث إن العباءة باتت تحل محل الفساتين في كثير من الحالات، خصوصا لدى الفتيات عند خروجهن للمقاهي أو المطاعم؛ إذ يحتفظن بالعباءة حتى أثناء جلوسهن داخل هذا المقهى أو ذاك المطعم.

وأوضحت المصممة أماني النعيمي، لـ«الشرق الأوسط»، أن الحزام الذي تم تصميمه على العباءة لا يعتبر حزاما حقيقيا، بل مجرد تطريز يلف العباءة ليعطيها شكل الحزام، مما يزيد العباءة أناقة وعصرية، مشيرة إلى أنها حرصت على ابتكار تصميمات جديدة، بدأت التفكير بها من خلال ملاحظة ما يدور حولها في حياة المرأة السعودية وتطوراتها، دون المساس أو الخدش بحشمة المرأة؛ حيث إن جميع تصميماتها تتميز بوسع الأحجام، والبساطة في التصميم، إضافة إلى تلبية أذواق المرأة السعودية التي باتت تبحث عن التميز في كل شيء، لا سيما أن العباءات تعتبر مطلبا رئيسيا في جميع تنقلاتها.

وقالت النعيمي، التي لم يمضِ على إطلاق أول تشكيلة لها في صناعة العباءات أكثر من شهرين، إن تشكيلتها من العباءات تعتمد على البساطة والاهتمام الكلي بالعباءة وتفصيلها، ومن ثم بعض الإضافات البسيطة من شك أو تطريز يعطي لمسات إبداعية على العباءة دون التكلف الزائد، مبينة أن خبرتها في تصميم الديكورات ودراساتها عن الألوان ومبادئ النسبة والتناسب فيها، جعلتها تقدم تصميمات لعباءات مبتكرة تتميز بألوان هادئة لا تخدش حشمة العباءة.

وبينت أماني النعيمي أن بدايتها في تصميم العباءات انطلقت من إعجاب بعض صديقاتها بعباءتها التي أشرفت على تصميمها، مما جعلها تفكر في الأمر مليا مع وجود بعض النصائح من صديقاتها لدخول هذا المجال، فما كان منها إلا أن بدأت بتصميم أول تشكيلة، لافتة النظر إلى أن تغير طبيعة الحياة في السعودية بفسح مجال أكبر لظهور المرأة كان بمثابة السمة البارزة في تصميماتها، وذلك لإعطاء كامل الراحة لمرتديات تصميماتها في خروجهن وجلوسهن في أي مكان، وتلبية ذوق المرأة السعودية التي تبحث عن التميز، خصوصا في العباءة، التي أصبحت الخط الأول في عالم أناقتها مع تغير ظروف الحياة وطبيعة الأعمال.

وذكرت النعيمي أن التصميم ليس مخططا على ورق، بل مواءمة ودمج بين الرسم والقماش، بعد أن تتصور، وفق مخيلتها وفلسفتها، شكل المرأة بالتصميم الذي يخطر في بالها، واضعة بالحسبان ظروف المكان والزمان حتى تتضافر العوامل لرسم نهائي للتصميم، مؤكدة أنها تسعى لتقدم مفاجآت من خلال تصميمات مبتكرة تحاكي الحياة اليومية للمرأة السعودية.

وعن كيفية اختيار التصميمات، وتلبيتها لحاجات المرأة السعودية، قالت أماني النعيمي إن تصميماتها، من جهة، تغطي الحاجة الأساسية للعباءة في حشمة المرأة، ومن جهة أخرى تظهر المرأة بشكل عصري وأنيق، كما أنها تعد تصميمات واسعة ومريحة، بحيث تأخذ المرأة كامل راحتها في أي مكان.

وفيما يتعلق بخبرات النعيمي السابقة في الديكور وتوجهها لتصميم العباءات، قالت إنها ما زالت تمارس تصميم الديكورات؛ نظرا لدراستها وهوايتها، لكن في نطاق ضيق، لطبيعة حياة المرأة السعودية وقلة مجالات أعمالها، مما جعل فكرة العباءات تروق لها بل تفكر أيضا في توسعتها؛ إذ يعتبر الأمر نسائيا بحتا، إلى جانب أن خبرتها في التصميمات والألوان خصوصا قد أعطت تصميماتها الأولى لمسات لاقت إعجاب عدد من السعوديات اللاتي يبحثن عن التميز، مما أعطاها حافزا أقوى بأن تتجه لتصميم كل ما هو جديد ومميز يتناسب وأذواق السيدات في السعودية.


بحث مفصل



المقالات ذات صله