ما هو سبب تسمية ابو هريرة ؟

محتويات ١ سبب تسمية ابو هريرة ٢ فضائل ابو هريرة ٣ إسلامه ووفاته ٤ مواقف في حياة أبي هريرة ٥ المراجع سبب تسمية ابو هريرة أبو هريرة هو الإمام الفقيه صاحب رسول الله

-صلى الله عليه وسلم-، عُرف بالزهد والحفظ حتى سُمّيّ بالحافظ، وتعددت الروايات حول اسم الصحابي الجليل، ومن أشهر هذه الرويات: عبد الرحمن بن صخر، وفى رواية أخرى: عمرو بن عبد غنم، وفى رواية ثالثة: عبد شمس، ورُوِي عنه رضى الله عنه أن اسمه فى الجاهلية عبد شمس وفى الإسلام عبد الرحمن، أمّا عن سبب الكنية "أبو هريرة" فقد ورد عنه رضى الله عنه أنه قال: كنيت بأبي هريرة لأنّي جعلت فى كُمّي هرة وجدتها فسُئلت ما هذه؟ فقلت: هرة، فقيل لي أنت أبو هريرة، وفى رواية أخرى عنه رضى الله عنه قال: كنت أرعى الغنم لأهلي، وكانت لي هرة ألعب معها فكنيت بها أبو هريرة[١]. وفي هذا المقال نذكر بعض مناقب وفضائل حافظ الصحابة وراوية الإسلام أبي هريرة رضي الله عنه. فضائل ابو هريرة اتصف الصحابي الجليل أبو هريرة بعدد من الصفات والفضائل منها[٢]:

أحد أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فله ما لهم من فضل ومناقب فكلما ثبت من مكارم الصحابة عامةً هو ثابت للصحابي الجليل أبو هريرة. يثبت لأبي هريرة مناقب أهل اليمن، فهو من قبيلة دوس من بلاد اليمن فكل منقبة ثبتت لأهل اليمن على لسان النبي

-صلى الله عليه وسلم- تثبت له رضى الله عنه، فقد ثبت عن النبي أنه قال: (أَتاكُمْ أهْلُ اليَمَنِ هُمْ أضْعَفُ قُلُوبًا وأَرَقُّ أفْئِدَةً، الفِقْهُ يَمانٍ، والْحِكْمَةُ يَمانِيَةٌ ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث :صحيح]. دعاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأبي هريرة ولأمّه حين قال: ( اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هذا، يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ، وَأُمَّهُ إلى عِبَادِكَ المُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْ إلَيْهِمِ المُؤْمِنِينَ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

قوة الحفظ وكثرة الحديث، فقد عُرف رضى الله عنه بكثرة روايته للأحاديث خلاف كثير من أصحاب رسول الله، وقد ذكر رضى الله عنه تعليل ذلك فقال: (يقولونَ إنَّ أبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الحَدِيثَ، واللَّهُ المَوْعِدُ، ويقولونَ: ما لِلْمُهَاجِرِينَ والأنْصَارِ لا يُحَدِّثُونَ مِثْلَ أحَادِيثِهِ؟

وإنَّ إخْوَتي مِنَ المُهَاجِرِينَ كانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بالأسْوَاقِ، وإنَّ إخْوَتي مِنَ الأنْصَارِ كانَ يَشْغَلُهُمْ عَمَلُ أمْوَالِهِمْ، وكُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا، ألْزَمُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى مِلْءِ بَطْنِي، فأحْضُرُ حِينَ يَغِيبُونَ، وأَعِي حِينَ يَنْسَوْنَ، وقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَوْمًا:

لَنْ يَبْسُطَ أحَدٌ مِنكُم ثَوْبَهُ حتَّى أقْضِيَ مَقالتي هذِه، ثُمَّ يَجْمعهُ إلى صَدْرِهِ فَيَنْسَى مِن مَقالتي شيئًا أبَدًا فَبَسَطْتُ نَمِرَةً ليسَ عَلَيَّ ثَوْبٌ غَيْرُهَا، حتَّى قَضَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَقالَتَهُ، ثُمَّ جَمَعْتُهَا إلى صَدْرِي، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بالحَقِّ، ما نَسِيتُ مِن مَقالتِهِ تِلكَ إلى يَومِي هذا،

واللَّهِ لَوْلَا آيَتَانِ في كِتَابِ اللَّهِ، ما حَدَّثْتُكُمْ شيئًا أبَدًا: {إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ والهُدَى} [البقرة: 159] إلى قَوْلِهِ {الرَّحِيمُ} [البقرة: 160]. [صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث:صحيح ]. ومن مناقبه العظيمة شهادة الرسول له بطلب العلم والحرص عليه، فقد رُوي عنه أنه قال : (قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ،

مَن أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتِكَ يَومَ القِيَامَةِ؟ فَقَالَ: لقَدْ ظَنَنْتُ، يا أبَا هُرَيْرَةَ، أنْ لا يَسْأَلَنِي عن هذا الحَديثِ أحَدٌ أوَّلُ مِنْكَ، لِما رَأَيْتُ مِن حِرْصِكَ علَى الحَديثِ، أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ مَن قَالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِن قِبَلِ نَفْسِهِ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث :صحيح]. وصف الرسول -صلى الله عليه وسلم- له بالإيمان، فعنه أنه قال: ( لقيني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا جُنبٌ فمشَيْتُ معه وهو آخِذٌ بيدي فانسلَلْتُ منه فانطلَقْتُ فاغتسَلْتُ ثمَّ رجَعْتُ إليه فجلَسْتُ معه فقال:

( أين كُنْتَ يا أبا هِرٍّ ) قُلْتُ: لقيتَني وأنا جُنُبٌ فكرِهْتُ أنْ أُجالِسَك فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ المؤمنَ لا ينجَسُ ) [صحيح ابن حبان| خلاصة حكم المحدث:

أخرجه في صحيحه]. كثرة عبادته رضى الله عنه، فكان كثير القيام وكثير الصوم، وفيما يروي عنه أبو عثمان الهندي قال: (تضيَّفتُ أبا هريرةَ سبعًا فكان هو وامرأتُه وخادمُه يعتقِبونَ الليلَ أثلاثًا يُصلِّي هذا ثم يوقظُ هذا ويصلِّي هذا ثم يرقدُ ويوقظُ هذا قال قلتُ يا أبا هريرةَ كيف تصومُ قال أما أنا فأصومُ من أولِ الشهرِ ثلاثًا فإن حدث لي حادثٌ كان آخرَ شهري) [الألباني| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح]،

وكان كثير الذكر، قال عكرمة مولى ابن عباس: (إنَّ أبا هُرَيْرةَ كانَ يسبِّحُ كلَّ يومٍ اثنتَي عشرة ألفَ تسبيحةً، يقولُ أسبِّحُ بقدرِ ذنبي) [الإصابة| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. إسلامه ووفاته لم يعرف على وجه التحديد موعد لإسلام أبي هريرة، ويُعرف أنّه أسلم على يد الطُّفيل بن عمرو، كما أسلمت دوس بعد أن بايع الطفيل بن عمرو الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مكة، وعاد الى اليمن فأسلمت معه قبيلة دوس،

أمّا ما عُرف عن حياة أبي هريرة ما روي بعد هجرته إلى المدينة المنورة؛ إذ هاجر في السنة السابعة، فقيل جاء بعد معركة خيبر، وقيل بل جاء قبل معركة خيبر وشارك فيها، أمّا وفاته وما نقل عنها، كان رضى الله عنه يتّعظ بالموت، فإذا مرّت به جنازة قال: روحي فإنا غادون، وحدّث سلم بن بشر أنّ الصحابي الجليل أبا هريرة بكى فى مرض الموت، فسئل: (ما يبكيك؟ فقال: ما أبكي على دنياكم، ولكن بعد سفري،

وقلة زادي، وأني أمسيت في صعود، ومهبطة على جنة أو نار فلا أدري أيهما يؤخذ بي)، ولم يحدد موعد لوفاته رضى الله عنه، فذكر أنه توفي سنة 57هـ أو 58هـ أو 59هـ، ولم يعرف متى على وجه التحديد، ولكن ما عرف يقينًا أن أبا هريرة توفي وبقي ما رواه عن سول الله من أحاديث ساهمت فى حفظ الدين ومعرفة أحكام الإسلام[٣].

مواقف في حياة أبي هريرة مما ذكر من المواقف عن أبي هريرة ما حدث بينه وبين الخليفة عمر بن الخطاب؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قال لي عمر رضي الله عنه: يا عدوَّ الله وعدوَّ الإسلام خنت مال الله، قال: قلت: لستُ عدوَّ الله ولا عدوَّ الإسلام، ولكنِّي عدوُّ من عاداهما، ولم أخنْ مال الله ولكنَّها أثمان إبلي وسهامٌ اجتمعت، قال:

فأعادها عليَّ، وأعدتُ عليه هذا الكلام. قال: فغرمني اثني عشر ألفا، قال: فقمت في صلاة الغداة فقلت: اللهمَّ اغفرْ لأمير المؤمنين. فلمَّا كان بعد ذلك أرادني على العمل فأبيت عليه، فقال: وَلِمَ وقد سأل يوسف العمل وكان خيرًا منك؟ فقلت: إنَّ يوسف نبيٌّ ابن نبي ابن نبي ابن نبي، وأنا ابن أميمة، وأنا أخاف ثلاثًا واثنتين، قال:

أو لا تقول خمسًا؟ قلت: لا. قال: فما هنَّ؟ قلت: أخاف أن أقول بغير علم، وأن أفتي بغير علم، وأن يُضْرب ظهري، وأن يُشتم عِرْضي، وأن يُؤخذ مالي بالضرب)، [الحاكم في المستدرك| خلاصة المحدث: صحيح]، ومنها ما قاله سعيد المقبري عن الصحابي الجليل أبي هريرة: (كنتُ محصورًا في الدار مع عثمان فرموا رجلًا منَّا فقتلوه،

فقلت: يا أمير المؤمنين طاب الضراب، قتلوا منَّا رجلًا، فقال: عزمت عليك يا أبا هريرة لما رميت سيفك؛ فإنَّما يُراد نفسي وسأقي المؤمنين بنفسي، قال أبو هريرة: فرميت سيفي فما أدري أين هو حتى الساعة). كما كان لأبي هريرة تأثير قوي على الناس،

ويذكر أنه مشى فى سوق المدينة ذات مرة، فصرخ فيهم: (ما أعجزكم ! فقالوا: وما ذاك يا أبا هريرة؟ قال: ذاك ميراث رسول الله يقسَّم، وأنتم ها هنا لا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه، قالوا:

وأين هو؟ قال: في المسجد، فخرجوا سراعًا إلى المسجد، ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا، فقال لهم: ما لكم؟ قالوا: يا أبا هريرة، فقد أتينا المسجد فدخلنا فلم نرَ فيه شيئًا يُقسَّم، فقال لهم أبو هريرة: أَمَا رأيتم في المسجد أحدًا؟ قالوا: بلى، رأينا قومًا يُصلُّون، وقومًا يقرؤون القرآن،

وقومًا يتذاكرون الحلال والحرام، فقال لهم أبو هريرة: ويحكم! فذاك ميراث محمد) للطبراني في الوسيط[٤].




المقالات ذات صله